شعر طيوب عربية

صفيرُ الحلم..!

تمر علينا اليوم الذكرى الأولى لرحيل الشاعر نصرالدين القاضي
الى الشاعر الراحل نصر الدين القاضي

عبدالرحمن مطر

من أعمال الفنان محمد الشريف.
من أعمال الفنان محمد الشريف.

وسدتكَ خيوطُ الشمسِ
صدرها الحنون
رفعتْ هدبك لثغرها الصغير
وجرّعتك ماء الكلام الأخير !
*
في المساء
حين ذابت المدينة
على ضفّة الماء،
واهتزت على قطرات الغناء
كنتَ تدور بصمتٍ
عاري اليدين
مغمضَ العينين
مبتهجاً بالكأس التي
تكيدُ بها.. وتبتسم!
كنّا نحنُ على الاغصان..
مثل عصافيرَ أضاعت أعشاشها وصغارها
تلوذُ بالخوف
نقتربُ منك، حين تبتعد جهةً البحرِ
والغروب
معاً..
*
وفي الحُلم:
كنتُ يقظاً
قريباً منكَ ايها الشاعرُ المسّجى
على أريج الدمع والذكريات
مع بعض الورقِ والوردِ،
وحفيف الأصدقاء،
مثل أوراق الشجر..
حين تغفو
على كتف حانة
أدمنَت – مثلما نحنُ –
صفيرَ الليلِ،
وأقدامٌ..
لا تعرفُ التعب!


كتبتُ هذا النص عام 1995 واهديته، الى الشاعر الليبي الصديق نصر الدين القاضي Nasreddin Elgadi ، من وحي حلمٍ رأيتُ فيه الشاعر مسجى في لحظة وداعٍ اخير. كعادتنا قلنا إن ذلك يمنحه عمرا جديدا. ذهبت بالنص بعد يومين الى بيت نصر الدين، في مربوعته التي كانت تمثل منتدى نصر الدين القاضي الثقافي، يحجّ إليها الأصدقاء من كل حدب وصوب.
قرأتُ عليه النص هناك وقدمت نسخة منه إليه بخط اليد. ثم نشرتها في ديواني الثاني” وردة المساء” وقد أسقطت ” الرقابة ” الإهداء من قصيدة أخرى، لجميل حتمل.
قبل عدة سنوات، تواصلت مع نصر الدين مرة جديدة، وقال لي أنه ما يزال محتفظا بالقصيدة، وتمنى ان أعيد نشرها على الفيسبوك. وعدته ولم أفعل، لخوفٍ ما، كان في داخلي. أما اليوم فإنني أعيد نشرها، تحيّة إليه، وقد رحل بالأمس، تاركاً فجيعة من الم مرير تفتك بالأصدقاء والأحبة.

مقالات ذات علاقة

كان العام الأكثر وجعا

نجاح المبروك

الفنانة والنحاتة سميرة دباح: عملي يمتد إلى مختلف الفنون الجميلة

المشرف العام

على هامش حماقات أنثى

مهدي التمامي

اترك تعليق