(سلامٌ على نبضٍ لم يكن في الحسبان)
أقِفُ كفزّاعةِ المدائن الشاهقة
يُبلّلُني طينُ الوقت
أنتظرُ الإثنين الأخير
علّهُ يحملُ البِشارة
أصْغي لأعماقي في صمتِ الذهول
كي أشتّت ذهن الإعصار بداخلي
وأمضي بعيدا وفي مِخلاتي أحْجية وقصيدة
على ريقِ البال أمُجُّ غليوني
ليسمو مقام الدهشةِ بين أضالعِ الوقت
لم أشرب حِبْر الشكِ المؤجل
منذ كهولتي المباغتة
وأنا أتشبت بفوبيا اليقين
كحُلُمٍ شاهق ينثالُ بين لثغةِ راءٍ وبُحّةِ غناء
أتطهرُ بالكتابةِ وقهوةٍ عنبرية
لأتنفس وأخَلّدُ صعداء الشغف
وفصاحة الانتظار ..!
أنا من يعْجِنُ صلصال الحرف
يُبلّلُني ريق الأبجدية
لا أهْتِكُ فَضّة اللغة
أنْسُجُها من فروِ الصحوِ
فتسيلُ فوق خاصرةِ الميْل شامات قُزحية
وأنتِ من يسقي شهْوة الآهة
بعيْنيكِ العُشْبيّتين
المجبولتينِ بِنزاهةِ الغِواية ومجازِ الاخضرار
سأظلُ أكتبُ وأدمنُ كسنديانةٍ مُعمّرة
تقدّسُها الخُرافة
تتلقّفُ أول شرْخٍ منحتها إياهُ العاصفة
وتقول : أنا هنا
ما دام اليمام لا تنقطعُ دهشته
من رعشتي وهِباتِ ظلّي
يراهنُ على صلابتي
مُحاديًا لهفيفِ الظِل
وأفق مجازي خيّبتهُ السنون!
حين أصنعُ نقص اللحظة
لا يهُمُني سوى مجد الواقع
لأتَصَالح مع ذاتي ومع عُزلتي أيضا
كي لا أتعثّرُ في ظِلّيَ الأعرج
بكثيرٍ من الحِبْر أسُدُ ثقب العالم
الذي يتّسِعُ مع كل نصٍّ ذبيح
أتقمّصُ دور المجاز
كي أفْرُدَ لُغةٌ أخرى
لا تهابُ رُهاب الفضاءات المغلقة.