صدر العدد 73 من مجلة «تراث الشعب»، وهي مطبوعة فصلية متخصصة يرأس تحريرها الدكتور محمد وريث، تعنى ببحوث التراث في مجال الأمثال والحكم والفنون الشعبية.
وتحت عنوان «الأحذية والنعال وغيرها» يبحر الدكتور وريث في مقال افتتاحي فيما يتصل بلباس الأرجل عند العرب القدامى وأثره في الحكايات والقصص وأسماء مشهورة ارتبطت به كالملكة شجرة الدر التي قتلوها ضربا بالقباقيب. وكذا أنواع هذه الأحذية ومسمياتها في البلدان العربية.
وكتب الباحث سعيد علي حامد عن دار البارود كنموذج من تحصينات مدينة طرابلس، إذ تقع الدار إلى الجنوب من السراي الحمراء، ويطل جدارها الجنوبي على ميدان الشهداء، ويشير الكاتب إلى ما دونه الرحالة والزوار والمؤرخون الأجانب حولها مثل كوستنانزيو، إيتوري روسي، موضحا أن درغوت باشا هو الذي شرع في بناء دار البارود بغية تلافي العيوب التي ظهرت في تحصينات المدينة من خلال الهجمات التي تعرضت لها خلال أربعين سنة منذ الغزو الإسباني.
وأضاف الباحث أنه من ملامحها ارتفاع أسوارها وتجهيزها بفتحات خاصة بالمدافع تواجه الجنوب والغرب وجزء من الشرق لتكون استحكاما متقدما يسيطر على ناحية البر.
> ملابس النساء
تناول الكاتب المسرحي البوصيري عبدالله ما يتعلق بأسماء ملابس النساء وأغطية الرأس، وأورد في دراسته بعض طرائف الأردية الليبية وارتباط أسمائها بالأحداث السياسية، ففي فترة الخمسينات مثلا وعلى خلفية الحرب الجزائرية الفرنسية ظهرت في الأسواق أردية ذات أهداب طويلة سميت بـ«مصارين ديجول»، وفي الستينات أثناء مرحلة المد القومي ظهرت أردية ذات خطوط سوداء سميت بـ«شنابات جمال» وإبان مرحلة العسكر ظهرت أردية ذات لون أخضر سميت بـ«ردي الفاتح» وأخرى ذات خطوط فضية عريضة فياضة أُطلق عليها اسم «النهر الصناعي».
وأشار إلى جذور كلمة «فراشية» المأخوذة من الفراش وما يفرش على الأرض، معلقًا بالقول إنها بقدر ما كانت رمزًا للطُهر والنقاء فقد كانت أيضًا في فترة ما رمزًا لواقع اجتماعي قاس، فرض على المرأة الليبية.
وكتب الدكتور فتحي الساحلي عن ظهور الديانة المسيحية وانتشارها في المدن الخمس الليبية، وأشار إلى أن أحد الأدلة على ذلك ظهور القديس مرقس الإنجيلي وهو ليبي الأصل وهو أحد التلاميذ السبعين الذين اختارهم السيد المسيح للتبشير وأحد كتاب الإنجيل الأربعة.
ويتصل بهذا السياق ما ذكرته المصادر أن الديانة المسيحية وصلت باكرًا إلى المدن الثلاث الغربية «Tripolis» وانتشرت بها في القرن الأول الميلادي.
ومن جانب آخر، شهد القرن الخامس الميلادي ذروة السيطرة للديانة المسيحية في المدن الخمس فترة تولي الإمبراطور جستنيان مقاليد الحكم في الإمبراطورية البيزنطية العام 525م.
________________________________
بوابة الوسط | الثلاثاء 14 ديسمبر 2021