محمد دربي
الربع الأول:
جلس يصافح جواله، فنجان القهوة بجانبه، ابتسم عندما رأى صورة جدته، المقهى غير مزدحمٍ، الحياة خارج الجوال قلقة، الشمس تداعب الشوارع والأزقة، اكتفى بالابتسام، تذكّر ايامها الطيبة، ابتسامتها البريئة، تذكر جدران المحبة، تذكر عصر الطفولة، تذكر تسامحها، تذكر الركض خلف الفراشات البرية، أعشاش الطيور، ابتهالات الزوايا، ومض القناديل أول الليل، وكيف يتناول قهوة الصبح من يدّيها المباركتين، حدّق في وجه جدته، نسيَ كلّ شيء، يسأل جدته بكلمات تنبع من اشجار ذاكرته: هل سترى النور أيامنا الآتية؟ سمعها تهمس: ومالا يُحصى من ضوء النجوم!
الربع الثاني:
كانت تسير في شارع واسع، في ” ثوب ازرنقي “، تمشي مشية ” درشنقي”، مسرعةً، في شارع واسعٍ، في الشارع وجوه مارة تغطيتها الأكمة والأقنعة، كلّ يمشي غائباً حاملاً نقاله، وصلت الجسر، عند منتصف الجسر، فتحت نقالها، غشاها صمتٌ لذيذٌ، لم تلتفت لأحد ‘قلبها يرنو خلف سحائب مزهرة مليئة بالأُغنيات، اقتربت من جدائلها غيمة شقية شاردة قرأت معها ما تقوله رسالة الكترونية قادمةٌ من شرفات النقال: ” ومن الشوق رسول بيننا ….”