كان الشارع مزدحماً، وهو أحد شوارع تقاطع رئيسي. علت أصوات المنبهات: بيب بيب بيب بيب. بت لا تسمع شيئاً، سوى: بيب بيب بيب.
تداخلت العربات، وتنوعت من كل الماركات: الأمريكية والروسية واليابانية والتركية والمصرية والكورية، وحتى من دول الجوار، وأصبح الجو خانقاً برائحة العوادم. ولازلت العربات، ولا تسمع إلا: بيب بيب بيب. لإن إشارة المرور معطلة.
أحد المجانين كان يمر بالشارع، توقف للحظة، فكر! دخل وسط الزحام، صمت أذناه من: البيب بيب بيب، ولكنه رفع يديه كشرطي مرور، وما هي إلا لحظات حتى ساد الصمت، وخلت الطريق إلا من الإشارة الميتة!