رفعها بين يديه، أغمضت عينيها على دمع لم يُكمل انسكابه، استكانت لضمة دفء طالما اشتاقت إليها.. ربما أشفق عليها.. سيرضيها بفستان للعيد.. ودمية لبنت تشبهها.. وحزمة بالونات ملوّنة تطيّرها عبر الفضاء، سيأخذها إلى أمًّ غابت ملامحها.
وضعها بحوض الحمام، تأتأت متسائلة:
– أب.. ي.. هل جاء… العي.. د..؟
اقشعرت قطرات الماء حرارةً.. حفرت جسمها الغض.. ارتعش بلاط الأرض.. اهترّت الجدران.. انتفض الباب المغلق.. تلاشى صراخها مع زفير بخار تسرب إلى فضاءات الشَّوارع. إذ ذاك غطى القمر وجهه الوضّاء مختفيًا من سماء المدينة، ووأدت نجمة وليدة لمعانها في جلباب الليل.