شعر

ماذا سأفعل؟

من أعمال التشكيلي الليبي توفيق بشير

إذا عدت للبلاد ماذا سأفعل
ليس لدى رصيد طيب
وحافة الكأس فاضت من أسى الذكريات
لم أعد لأعرف أحد
والأصدقاء ظلوا في الذاكرة حتى تلاشوا
جفت الجذور التي كنت امتد منها
ولم يبقى الا الغبار
هل من الممكن ان انتسب للغبار
بيت ابي صار مقبرة
والشجرة الوحيدة التي اعرفها منذ طفولتي صارت قلعة من الأسمنت
حبيبي تبدل
والاخر الذي كنت اعرفه ايضا تغير
وملامحك ذابت والمرأة قالت لست انت
تنمرت النسوة على وانا اهرب لبلاد غريبة
والجوع يضرب قلبي
قلبي الملعون بالحب والرهافة
وانا اعبر طريق الشر
الطريق الوحيد الذي كان واضحا ومنيرا
انطفأت الحديقة في بيت أمي
انطفئت الذكريات
وصار صوت أمي يولول في شارع الكرامة
ويتفسخ من اسمه
إذا عدت إلى أين اعود؟
بيت ملون وملعون
ونكرة
لكنني انام دون دوي الرصاص
واترك حديقتي غير مقفلة
نوافذي بيضاء ملونة بالأخضر والاصفر
ولم اعرف الرمادي الا في الذاكرة والسماء
كانت لي بلاد حارة صارت رمادية
وكان حبيبي قوسا للألوان
وموسيقى تبكي طوال الليل
وكان فراشي مبلل بالدموع
وكنت فراشة اطوف بالألوان
هل ساجد الحقل مجددا في بلادي
وأغرز اصابعي في طين “الجالية” واكل الدلاع
هل احضن قلب يحبيني إذا عدت

مقالات ذات علاقة

قبيلة الوهم

سميرة البوزيدي

مُنادمة

مفتاح البركي

أصابعي المئة

سميرة البوزيدي

اترك تعليق