“شكسبير لا يضحك في مسرحيات المبتدئين “
عندما يكون المنتوج المقدم فضفاضا ولا يثير قضايا إنسانية، ويخرج من طرف شخوصا لا وزن لها، وبدون حرص وأمانة، قطعا لن تلقي استحسان المتلقي.
…في زمن الفوضى والعشوائية، تعترضنا كثير من الأشياء التي نجبر على اقتنائها بطريقة التيكاوي.
ويتعودها الناس من تكرار تواجدها، فيقبلها المتلقي ويتقبلها بسبب واحد فقط الا وهو ان هذا هو الموجود!
لكن الحقيقة أن المتلقي يتقبل منتوج مركب من اجزاء يشكل الظلم الجزء الأكبر ومن ثم يأتي القشرة الخارجية اي بمعني أن المتلقي يقبل قشرة بداخلها ظلم!
وهذا المنتوج سواء كان منتوج اعلامي او ثقافي او صناعي او قانوني او تعليمي الخ
لن يستسيغه أهل الشأن كالخبراء في الاعلام في الدول المنضبطة إذا كان المنتوج اعلامي ك (صحيفة او برنامج اذاعي أو مجلة الخ)
أو كان منتوجا ثقافيا كـ (مسلسلا او فيلما سينمائيا او مسرحية الخ)
أو منتوجا صناعيا كـ (صناعة المكرونة او الكعك او حتى الشكولاتة، الخ)
أو منتوجا قانونيا كـ (كتابا تشريعيا كالدستور او لوائح قانونية تنظم الحياة العامة، الخ)
أو حتى منتوجا تعليميا كـ (كتابا منهجيا دراسيا او حتى اسئلة اختبار دراسي، الخ).
…إذا الفيصل في تقبل أي نوع من المخرجات او المنتجات هم الخبراء وأهل الشأن المنفتحين على شتي أنواع العلوم، الغير منعزلين عزلة جماعية وغير المكررون لأنفسهم.
.. ولو أتينا مثلا بأفضل لاعبي كرة قدم في بلاد تعاني التخلف ليقدم أجمل ما عنده من فن كروي أمام جمهور كجمهور برشلونة أو جمهور ريال مدريد أو جمهور ليفربول أو جمهور اليوفنتوس الايطالي لن يحظى بمشاهدة حتى! فما بالك بالتصفيق!
لماذا؟
لأن الجمهور متشبع للثمالة بمشاهدة فرق كرة قدم متقدم كرة من طراز رفيع وهذا الجمهور خبير، ويملك من الحس الكروي ما يجعله يكتفي بجدولة فرجته ومتعته مع فرقه.
كذلك في مجال فن المسرح ، الو أتينا ب (نجيب الريحاني )رائد مسرح مصر الحديث أو الفنان السوري الجميل (دريد لحام) كفنان يملك القدرة علي الاضحاك بسهولة وعمق أو الفنان المصري الناقد( محمد صبحي ) القادر علي طرح المواضيع الدرامية بعمق كذلك وعرضنا أمامه مسرحية من مسرحيات بلد عربي، ممثلوه يمارسون التمثيل بالوساطة أو الوراثة، ويؤلفون النصوص بطريقة التأليف الجماعي وبسرقة الأفكار دون احترام حقوق فكرية ولا دراية بقراءة الكتب والروايات مصدر الفكرة ، ويكرر جميع الممثلين في المسرحية نفس الكركتر نفس الادوار ، ويرتدون ثياب لا تمت للواقع باي صلة ويجمعون الجمهور مجانا من الشوارع والاقارب وبالاستجداء، ويقدمون شخصيات مشوهة كقدوات للمجتمع وينشرون الاسفاف ويشحذون المغناطيس الذي سيجمعون به مسامير من أمام ورش النجارة لتثبيت الديكور خشبة المسرح.
إذا ما احضروا هؤلاء الخبراء في فن المسرح أو لو تمكنوا حتى من استدعاء أشهر كتاب المسرح العالمي الانجليزي الراحل شكسبير
فسيصيبه الغثيان بدلا من أن يتفاعل بالضحك من جراء كواليس الصنعة الدرامية التي يسمونها بفن مسرح وطني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه السلسلة الثقافية التنموية المعرفية محفوظة حقوق نشرها قانونا بعضوية اتحاد الناشرين العرب واتحاد الكتاب العرب
بنغازي2018