طيوب البراح

فيروز

علي المنصوري

من أعمال التشكيلي الليبي توفيق بشير

تقف تلك المرأة محنِيّةَ الظهرِ بطابور المصرف الطويل، لفتت نظري عندما أقبلت بانحناءتها متحديةً ألم ظهرها، تقول:

– أصيب زوجي بنزلةِ بردٍ وأنا أعاني من غضاريف ظهري. اما مواضع الألم بغيره يصعب تحديدها

يؤلمني قلبي عندما يتفاقم اهماله لي. وتارةً تسكبُ عيناي الدمع بعد سكبي الطّعام من القدر، ولا اسمع كلمة (سلمك سواية) من فم زوجي، رغم بساطتها فهي تكسبني طاقة للعطاء. يصل الأمر أحيانا إلى سماعِ كلمة مثل (طاستك مرة كي وجهك) بدلاً من (سلمك شوهاية)، فيواسيني ابني بقوله (سلم يديك يا يام).

بينما كنت أسمع ما تسرد، تعجّبتُ قائلاً: أتتركُ مثلكِ؟

نظرتْ إلى نظرةً وجعٌ وقالت:

– متروكة منذ وضعتني القابلة على ذاك النطع، تتركُ الواحدةُ مِنّا لآخر عندما يتنازل والدها عن ملكيتها لمن سيبرم عقداً ليخلّصه منها، كأنّ يداً وصلت إلى عنقي منذ ساعة إبرام عقد الزواج.. يد ملتفةٌ وتحكم قبضتها كلما زادت الأيام والسنون.. أحتاج لأن أنام بعمق، أو أن أدخل في حالة غيبوبة، يريد قلبي أن يجد الرحمة بين شواهد القبور ولكن!! حق الآدمية مع أولادي أحنى ظهري..

مقالات ذات علاقة

رُفعت الجلسة

المشرف العام

في الصمتُ

المشرف العام

رحمة

المشرف العام

اترك تعليق