(1)
شره معدم في البطون
شره معدم في العيون
شره وتأتي قوافيك
مترعة بالجنون
شره يتحايل هذا المساء
على سعفنا والغصون
شره تقودنا المسرّات
إلى أعالي الفتنة
كي نعدّل عناديل العمر
في نفحات الصباح
شره أن نختار هذا المساء
للصخب الطالع من بحارنا
من قفارنا في سنوات الجراحْ
شره نحاول عبثاأن نستدلّ
بالأراجيح القديمة
بالذكريات التي غزلتها يداك
من طين هذا البلد المرابط بالكفاحْ
كنّا نطوف المسالك دون اختصار المسافات
في بزّة النهارالمثخن بالسلاحْ
يحدّثنا الصنوبرالبريّ،والشجر المنفيّ
إلى غابات الجراحْ
تحدّثنا المواويل الخرس عن طلقات البنادق
يردّدها الصباح
عن همسات المناديل تلثم زهر الخدود
عن بلد اسمه العاشق للسمر المباح
في خلوة (الصومام)
وفي وقفات التّبتل من أقصى الحدود
إلى أقصى الحدودْ
شره أن نخطّ على جراحنا وجع الرحيلْ
من أصغرتلّ يملأعمرنابالسفن الحزينة
كلّما احتملنا احاديث البطاحْ
كلّما راودنا(الأوراس)في هتافات تحيا”….”
كلّما سامرنا “الونشريس”في قصة الشهيد
الذي لم يودّع عند انسياب مطر الحنين
في نفحات التّودد والإنشراحْ
لم تكن هذي الأقاصيص ترسم ظلنا
لم تكن سوى محض حنين أورياحْ
(2)
شره ومن أدراك أن القوافل تنتصر
شره على شره هنا العمرالقصيّ يحتضرْ
هنا نسق الرّصاص يملأ سمعنا بالصّورْ
هنا خوذة الفدائيّ تعصف في سمائنا..
لا تسل عن أقبيّة الحناجر كم سافرت
في الزمان المطلق تحتفلْ
ما مات طلع الصنوبرفي عمرنا
يا عمرنا المندملْ
ما مات فينا عزم باسم القسمات والقبلْ
ما مات شيخ قريتنا بل رافقه
فيض الشهيد والأجل
ما مات فينا الأمل
ما مات فينا الأمل
(3)
شره أن تجيئ نوافذنا مشرعة
للشهادة والرّياحين منذ الأزلْ
شره ألا نخطط ،أو نخطط للعللْ
شره أن نعدّل من وقت حزننا
وأن نفاجئ الرّياح في توتر الليالي
عبر قناة” باريس” عبر خطّ ” شال”وموريس”
عبر كلّ الجهات الناطقة في قنوات الدولْ
أنّ الجزائر هاهنا يعاودها الحنين للإحتراق
في الأحرف والكلمات والجملْ
(4)
شره أن نفتن بالحب،دون أن نحب
ونسكب من جرحنا هذا الوافد المنسكبْ
ونحتلّ بالغوايات موطنا
بالزّعامات المأجورة بالخطبْ
ونسدل الستائرعن مسارح ملفّقة بالكذبْ
شره أن نناديك يا” نوفمبر”في البدائل بالشهبْ
وأن نعاطيك توتر أحزاننا
كلّما عاد ” يوليو” بالفرحة يصطخبْ
” لا تستشرني في هواي
أنت أعلم كم أقاسي
لا تستشرني أنت أعلم بالمآسي”والعطبْ
ما زال في القلب فيض المحبة
هاهنا شامخا في نسمات الطفولة ينسكبْ
يا شجر النخيل المحتطبْ
مازال في القلب بعض الشروق
يحفر اسمه في طالعنا المبخوت
في الكتبْ.
المنشور السابق
المنشور التالي


حسين عبروس (الجزائر)
حسين عبروس.
المستوى العلمي: جامعي - دراسات عليا في الأدب. خريج معهد الأساتذة قسم اللغة والأدب العربي.
اشتغل بالتعليم، كما اشتغل بالإعلام في عدة صحف وطنية.
نشر أعماله في عدة صحف وطنية و عربية
المجال الإبداعي و الثقافي: الشعر، الدراسـات النقدية، أدب الطفل (شعر و قصة).
العضويات: عضو اتحاد الكتاب الجزائريين، عضو مـؤسس لـرابطة إبداع الثقافية الوطنية، أمين وطني للإعلام و الثقافـة لـجمعيـة أدب الطفل (طفولة)، عضو معجم البابطين للشعر العرب.
شـارك في عدة ملتقيـات وطنية، عربية ودولية وأمسيـات شعرية، حصل على عدة جوائز أدبية.
الأعمـال المطبـوعـة :
1- شعـر:
- ألف نافـذة وجدار طبعـة 1992.
-النخلـة أنـت و الطلـع أنـا طبعـة 2004.
- طـرق علـى حديـد القلـب طبعـة 2007.
2- دراسـة فنيـة:
- علـى متـن سفينـة المتنبـي طبعـة 2003.
- أدب الطفـل و فـن الكتابـة طبعـة 2003.
- فـن الإقـلاع عـن التدخيـن طبعـة 2003.
3- أدب الفتوة:
- الشهيد أحمـد رضـا حـوحو طبعـة 2005.
- مصطفـى بـن إبـراهيـم طبعـة 2005.
4-دراسـة تـاريخية:
- متيجـة ليلـة أول نـوفمبـر طبعـة 2000.
5- قصـة أطفـال:
- وغرد البلبل.
-الزهـرة الفراشـة.
- ماسينـا و الطائـر الحسـون.
- الشجيـرات الخمـس.
-الارنوبة ميمـا و تبـرون.
-النملـة الغـريبـة.
- عصافيـر أبـو دومـة.
6- شعـر للأطفـال:
- نـدى الطفولـة.
- أغنيـات دافئـة.
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك