طيوب عالمية

المكابدة المدهشة

إشبيليا الجبوري
ترجمة عن الفرنسية أكد الجبوري

من أعمال التشكيلي مرعي التليسي

كانت السماء رمادية بأستمرار في باريس ذلك اليوم
وأنت في المقهى جلست حزينا
متأفف مقموع التدفق الحر
تحت سقف المقهى
المكابدة مدهشة؛ تذكرت كلمات أغنية ما
كانت السماء رمادية في باريس
وطلبت فنجان قهوة تركية
كنت حزين
وحزنت بالمثل
المكابدة مدهشة: تذكرت كلمات آغنية ما
أنت الذي كنت مجهولا.. ما
أنت من لم تعرفني أيضا٬
تنبه
ما زلت أتذكر ذلك المساء
لا تتفاجأ
أخذت وردة من الشرفة
فقرأت أحدى قصائد شيللر٬ بسري..
أنتقلت إلى واجهة المقهى
أقطر ألما
وألقيت بأوراقي على الطاولة
المكابدة المدهشة: تذكرت كلمات أغنية ما
ولا تبتأسني حين قلت لك يومها؛ـ
أبلغ لك قولي لكل من أرفضه
على الرغم من أنني رأيتهم مرة عابرة
أبلغ لك قولي ولكل من يتزلفون بعضهم بعضا
على الرغم من أنني لا أعرفهم
المكابدة المدهشة: تذكرت كلمات أغنية ما
تنبه
هذه السماء الرمادية فطنة ومتألمة
على وجوهنا المتعبة
في هذه المقهى العتيقة
هذا الغيم الحكيم على الطاولات
على ترسانة الحبر في الأوراق٬
على متن الحقائب
على أرصفة الموانيء
فيا للمكابدة المدهشة: تذكرت كلمات أغنية ما.
ما مهزلة أنتصارات الحرب..!!
ما هراء الاعتقالات و السجون..!!
ماذا أصبحت الكلمات العظيمة وقتها..وهي
الأن.. تحت نصب المقهى المجهول
تحت هذه الغيم الحديدي
من كلمات “كيف سقينا الفولاد”؟!!
والعاشق الوديع؛ الذي وثق وصيته بعنقك
بمودة
هل هو نفسه العاشق الذي مات..
وهل حبيبته لا تزال حية في المعتقل٬
يا للمكابدة المدهشة: تذكرت كلمات أغنية ما
تغيم السماء بأستمرار في باريس
كما كان يبكي القمر من قبل
لكن المقهى ليست هي نفسها٬ وكل شيء فيها
تألف بنكبة
إنها غيوم التراجع المؤلم
المكابدة الهائلة والمؤسفة
إنها الأوجاع الرهيبة والذكريات المؤسفة
لم تعد حتى المكتبات كما هي بعد الآن
الآلم الحجر الصوان
الجزع الذي لا يمل من الغيم
الجزع الذي ينتظر المطر بأستمرار في الشرق
بالجزع تجني مشقة بسالة الحرية الحقيقية
ببسالة الحرية؛ الدم الحجر الصوان يرتفع
التي تهزم الانتهازيون كما الضباع
الضباع التي تختفي بلباس “الجندي المجهول”
سترسل مباشرة إلى المجاري الآسنة
هناك تتعفن بعيدا٬ حيث نفوسهم الانتهازيون القذرة
بعيدا جدا عن المكابدة المدهشة
لم يبقى منها لي شي٬ علي طول: تذكرت كلمات أغنية ما.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المكان والتاريخ: باريس ـ 06.16.21
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة)

مقالات ذات علاقة

إبراهيم الكوني يكتب عن أبوبكر يوسف في أربعينيته: فتنة الظل (2 – 2)

إبراهيم الكوني

يهود ليبيا

المشرف العام

تفاصيل برنامج أسبوع نوبل 2022.. أبرز فعالياته حفل تسليم الجوائز.. تعرف عليه

المشرف العام

اترك تعليق