طيوب عالمية

سعدي يوسف..حكاية وطن

إشبيليا الجبوري
ترجمة عن الفرنسية أكد الجبوري

الشاعر العراقي سعدي يوسف (الصورة: عن الشبكة)

رفاق حلتهم يلوذون في الأحتلال
ويلفقون الروايات الكاذبة
هم يسمون أنفسهم فولاذ الطريق
يتوغدون يدعون أنهم الشغيلة
لا يهم٬ الكلمات التي تتنابز من الرفاق
هي شعارات الشغب بلباس فولاذ الطريق
بلغت جرائتهم إلى حد يتدافعون أن يصبح الفولاذ حريرا في الطريق..
في أدبياتهم المراوغة لا أثر للفقراء
انتهازيون٬ يتربعون الرفاهية نسيجا على ألسنتهم٬
الفقراء
تنسج كفنك في الضمير
تنسج حجر رجمهم
هؤلاء نكرات على الطريق
ولك الورود
الذي تعطش به مشقتنا
عن شوارعنا التي لا تثنيها العطور المرفهة
وآخر طبعات العملة في عيونهم القاتمة٬
الفقراء تخبز وتخبز
وأنت فقط أنتظرت وتحدثت بجرأة وصلابة..
قصائك اللاذعة
وهم يجزون الصوف بين أسنانهم
المقاهي والساحات
حصدت من نيرانهم قبل المحتل
دماء الفقراء مقابل آخر العملات
نيران الضباع
والمضبوعون ومرتزقتهم يرفلون في خيرات النخيل
حين صرخت ونبأت في نباحهم
نبؤاتك تعرفها المستقبل٬ وحين حذرت مغبتهم
نسجوا لك قطع نقودهم الرثة؛ بالقذف والشتيمة٬
لكن٬
شكلت لهم برهانا مرعبا
حينما عرفوا المضبوع الموقوت
شكلت لهم نخيل يسمع صوتنا
نحن الذين لا نلفق االعاصفة الهائجة
بالتوكتوك “الفقير إلى الله”
يفلق الصوت المدوي
يحمل كثير من “رطب النخيل”؛
رطب النخيل الراعد
مزيد من خبز التنور الحار ذلك اليوم
نبؤتك زلزلت كثير من الضباع٬
إنها حقا لنبؤة ذلك الأخضر العنيد
توج تألق رحيبك الأخضر
أخضر تلو أخضر نراه في أبي الخصيب
ولديك الشمس تعلو السنابل لمع ذهبي
وحول طين قدميك نهر أبي الخصيب٬ مزهو بالعشب
وبلون الطين الأحمر قد حملت الطريق
ولأن سربا من الفقراء تغني وحشتها
من نفير الجوع والحرمان٬ أخترت لها أجراس
من دون حذر٬ شكات بلطفك عريشة العنب
جوقة موسيقى وقصيدة
أثوابهم في بلدك المغترب نجدهم
بنجدة طيورك المحشدة من نفير ري عشبك الأخضر٬
يوم كان لك كلمة حق جميلة أعلنتها
تنمو في قدرتك إرادة الصديق الأخير
شجرة النخيل هناك عالية
ويحنو الصفصاف غصنه النائح على رأسك بلطف
يحني أخضرار “أوراق العشب” الناعي نراه
لقد كانت نبؤتك واقعا عظيما
أيها الأخضر الكبير
ظلت قصائدك المهربة غنائية٬
لها في الشوارع والساحات مراسيم
كتابات اللاذعة لها أسفارها العظيمة في هزلية القدر
أفكارك العظيمة تهز في مطلعها السهر
جعلت أغنياتك في الميادين٬ شناشيل
تطير قدمي من الرقص
وعيني ساهرة في السفر
أتأرق لأجل أن أذرف صوتي ساخنا في الساحات
وأضمد ضوء القمر في دجلة صافيا
يمرر قصائدك عبر النوافذ
تأتي بتوكتوك مثل رطب نخيل البصرة
يمرق نوارس مثل الصبح
تنهض أبتسامتيا إلي تماما
كل الجوعى.. أغاني نهار الطريق
ربما السحر الصافي
شعاع يزين الهموم أبتسامات على الفور
أغنيلتك تستطيع أن تمرق عبر نافذتي
حكاية الأحزان الشتوية٬ سحر الآلم لهؤلاء
الذين أستطاعوا الغناء بمفردهم٬
وكانت أغانيهم عن الحقول والشغيلة والحب
أولئك المحبين
نزلوا الحكاية بحنين
كانت أغانيهم أدقها تلتقي في حلم أفضل
لكن٬ الألم الذي لا يعرف إلا الحلم
أشتدت فيه المدافن هذا اليوم
إنها في أرض دمائنا؛ التي أعادت نقش نبؤتك العلنية
أكثر حرصا٬ ليست طريحة الفراش
الأشجار المتواصلة في النماء
رائعتاها
عن التضحية الكريمة..
وحين نلتقي في عالم أفضل٬
أحلامك الكريمة ترتقي لأفضل الألم أو الأحزان
أبن يوسف.. الحزن لوعتك اللاذعة
وثبت أخيرا في الربيع
حكاية وطن خالدة.!
الأخضر الكثير٬ حكاية لن تنسى٬ أبدا.!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المكان والتاريخ: باريس ـ 06.16.21
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة)

مقالات ذات علاقة

المثقف إرادة عضوية

آكد الجبوري (العراق)

المتاحف الفرنسية تلجأ للترويج الإلكتروني

المشرف العام

بيتر هاندكه مازال ينتظر الإعتذار

مهند سليمان

اترك تعليق