هايكـو ـ التانيشيي ـ يـوكا*
إشـبـيلـيا الجـبـوري
عن اليـابـانـيـة أكد الجبوري
ماذا لو أعتزلت الشوق قبلي
أقفز الود إلى البحر قربه إلى قبرك
أعانقك بعفوية
إغاظة الملائكة إلى القمر.!
ينبض العصفور٬ يزقزق
في نفس المقهى
أندمج في ترنيمة
يا للفرح الحقيقي.!
الشوارع ترتعش
بإيقاعات لم يسمع بها أحد
الغناء عويل في الليل
الغابة البرية تمتد إلى الصحراء.!
قل لي..
هل هذا مجداف القارب الذي أسمعه٬
وهل هو القمر الذي آراه؟
يا لوهج محرقة الأعتزال المشتعلة.!
لم لا أستطيع أنطقك بالكلمات؟
أخبريني يا أزهار الكرز الحلوة٬ والسهر المجيد
ما أوجهه من سهر لا يحصى
في حين الراحة الباطنية لا توصف.!
إذا قادك القارب إلى أرض السواد
سأغني وأضمك ببراءة
أغرفك من ماء النهر المخضوضر العذب
حتى أتعطرك رائحة العالم السفلي.!
سأتأمل بهدوء مع جموح القمر. ثم معا
نهر وصفصافة واحدة: روحنا
و تكسر قيود الجحيم
من خلال روحك المجيدة التي تنبع منها المحبة.!
الأنتظار في المقهى لوقت طويل ورائع
مثل ألقائك في القصيدة
أتطاوحها الشغف
حتى يغمى علي تلألأ الظلام.!
فتت قيود الجحيم
زهرة اللوتس البيضاء متألقة في المستنقعات
يطير الجمال للعالم السفلي٬ لأصطحابك على قصب أرض السواد
وتحملك الأناشيد إلى عالم الخلق العظيم.!
سوف تكون “أنانا” حرة وتطير بعيدا
مني إليها إلى عالم السموات
حيث تفتل ضفائرها الملائكة
جسدها المقدس.!
ماذا لو ترتدي لون العشب الذهبي والأخضر٬
وبألوان قوس القزح المتنوعة
مع روحك فيها أزهار الآس٬
من خلال الحب الذي ينبع من مشقتنا!
بالألوان المتنرعة تتناغم
أرض السواد٬ ماوءها مخضوضر عذب.
فأنت لا تحتاج إلى مساحة من السهر
لتعيش وتتنفس.!
أنا علي أن أنتظر؛ تناغم الأرواح
ستذهب إلى عالم النخيل والمطر٬
هذا العشق الحي٬ أستعداد لأستقبال العشق الحي؛
لنرقص معا بشدة كي نتحرر من قيود الجحيم.!
ستذهب إلى عالم النقاء هذا
وستكون “نانا” على الأرض
تحلم بأفراحك
كما الأرواح السمارية في العالم السفلي.!
هل أنتطرك عند النهر والقمر
في أناشيد وتنهيدات تنمو
بهذه العاطفة الجياشة أصل إليك
إلى عالمك البهي.!
فأنت لا تحتاج إلى مزيدا من السواد
ستقبل الملائكة نخيلك المقدس.
ومترتديا لون القمح والشعير
بأجمل الشموع مع الآس.!
ماذا لو ألتقيتك فجأة؟٬
سأرقص بشراسة ومحبة
لأجعل عطورنا
تتحرر وتنفذ من قيود الجحيم.!
لكن٬ ماذا لو أعتزلت المقهى فجرا؟
أضمك حتما٬ وعن كثب.
أتنسمك في آن واحد٬ ببراءة
تصبح المشربيات أنفاسك.!
المكان والتاريخ: طوكيـو ـ 06.13.21
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة)
** التنشيي أو اليوكا٬ تكتب بأربعة أشطر٬ وبوزن ((7.7.5))٬ فالتني إشارة إلى قصائد الهايكو٬ غير إن لها ما يشتمل على؛ الهايكو التقليدي٬ والمعاصر والتجريبي٬ وللهايكو أجناس٬ متميزة بهويتها٬ لها من الخصائص ما يعينها بوظيفة معينة ومحددة٬ تؤطر أغراض الخطاب به. وهذا النوع٬ عند الإشارة إليه “يتراوح طول أسطره الأربع من الهايكو. علما إن للهايكو المعني بتراوح طولها بين سطر وستة أسطر٬ له أنواع٬ مثل: السينيو٬ وهايكو التانكا..٬ وتاغوغيوشي٬ والسيدوكا٬ والدودوسيتو٬ و”اليوكا أو اليوركا”٬ والمونوسيتاشي٬ ويو روكو٬ وأي أختلاف بأسلوب الكتابة لأي نوع يطمس معناه بالبيان واللمع بالمعنى. أي يبعد عن معنى للخطاب المراد به٬ الموجه بخطوطه المعرفية بتعريفه. والآن٬ أعلاه هو (الهايكو ـ التنشيي٬ “الهايكو الرباعي”)٬ و واضح لوزنه وخطابه المتميز في قصائد الهايكو٬ ولكل نوع٬ هويته الخاصة وسعيه بفرض كتابته الهايكو. مما دفعني بالأختيار والتوضيح٬ أهميته العابرة في أنفتاح المعنى٬ ولفظته المركبة الدلالة وندرة الكتابة به عربيا٬ بل شحيح تداوله في النشر. (المترجمة)