المقالة

ما لهؤلاء المطففين يكيلون بمكيالين؟!

من أعمال التشكيلي العراقي سعد علي

خدمة الصالح العام تتطلب وضع الأمانة والضمير على رأس المعايير قبل الاطلاع على الأوراق الملونة والمزخرفة من المعاهد والجامعات.

عجبي على أناس عندما يديرون المؤسسات الصحية العامة يتعاقدون مع شركات خاصة لسد احتياجات المؤسسات غذائيا وبيئيا – خدمات الإعاشة والتغذية والنظافة والبيئة والأمن الصناعي – بينما عندما يديرون مؤسساتهم الصحية الخاصة تراهم لا يتعاقدون مع شركات لسد احتياجات مؤسساتهم غذائيا وبيئيا بل يقومون بها ذاتيا بتوظيف كوادر من ذوي الاختصاصات المذكورة آنفا وذلك حفاظا على مالهم الخاص!، فما لهؤلاء المطففين يكيلون بمكيالين؟! وكيف يتقلدون مناصب لخدمة الصالح العام وكيلهم ومكيالهم ووزنهم وميزانهم مخسر فهم لا يعرفون إلا مصالحهم الخاصة؟!، (الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون) [آية ٢،٣:المطففين]، أليس الأولى عندما يديرون المؤسسات الصحية العامة بأن يقوموا بخدمات الإعاشة والتغذية والنظافة والبيئة ذاتيا بتعيين كوادر من ذوي هذه الاختصاصات تحقيقا للاكتفاء الذاتي فيها وحفاظا على المال العام بدلا من التعاقد مع شركات خاصة بمبالغ طائلة لتقوم بسد هذه الاحتياجات الضرورية والأساسية للمؤسسات الصحية العامة نيابة عنهم؟! وإذا كانت إجابتهم بأن الاكتفاء الذاتي للمؤسسات الصحية العامة في سد هذه الاحتياجات غير ناجح فكيف بهم يطبقونه في مؤسساتهم الصحية الخاصة؟! أعتقد جازما أن الإجابة على هذا التساؤل واضحة جدا، فتلك مصلحة عامة لا تهمهم وهذه مصلحتهم الخاصة التي تهمهم جدا، فذاك مال عام لا يهمهم كثيرا الحفاظ عليه وهذا مالهم الخاص الذي يهمهم كثيرا الحفاظ عليه، إن مثل هؤلاء من المفترض أن لا يتقلدوا مناصب لخدمة الصالح العام بتاتا لأنهم سيوظفونه لخدمة مصالحهم الخاصة الضيقة المحدودة المادية المترهلة أشد الترهل، كثلة من المادة لا تعي شيئا غير المزيد من تكدس المادة وترهاتها، ورغم كل ذلك .. إنني على ثقة بأن الهيمنة الرأسمالية الخاصة على رأس المال العام تتهاوى غرقا إلى غير رجعة والصالح العام لجميع الليبيين يصعد بإذن الله وفضله ومشيئته وذلك يتجلى تدريجيا مع الأيام فهيمنة الرأسمالية الخاصة لا تتنفس تحت الماء من كثر بدانتها والأخيار من الليبيين الداعون إلى تحقيق ما فيه الخير للصالح العام كثر ونفسهم طويل.

إن الأمر يتلخص في وزن وقيمة وموازنة وترجيح وفق ميزان سليم والله يحب المقسطين، معا نحو تكامل المنافع للصالح العام وتعاطل المضار عنه على الدوام في كل شيء باعتدال وتوازن واتزان دون إفراط أو تفريط بإتقان قدر الاستطاعة والإمكان، وفق الله الجميع لتحقيق ما فيه الخير للصالح العام في شتى مناحي حياتهم ومجالات أعمالهم والله ولي التوفيق بيده الخير وهو على كل شيء قدير.

2/6/2021

مقالات ذات علاقة

دفقة حبر

محمد الزوي

تفكيك الوهم

المشرف العام

ليبيا.. كان يا ما كان

صالح قادربوه

2 تعليقات

مراد الدرسي 9 يونيو, 2021 at 23:20

(سيندمون في الدنيا والآخرة)
الله يحفظك اخي ورفيقي الكاتب المهذب النحرير على بوخريص

رد
المشرف العام 10 يونيو, 2021 at 05:43

نشكر مرورك الكريم

رد

اترك تعليق