إلى منصور أبوشناف
في فلورنسا
رأيت الغجر
يركبون الآوتوبوس
بلا إثبات تذكرة
أو هوية!
لهم ذاكرة
وتراث
يبنون أعشاشهم
في زوايا القناطر
وعلى حبال الغسيل
يجففون ذاكرتهم
والكتب
أحراراً
هؤلاء الغجر
يكتبون الشعر
ويغنون
يرقصون في فرح
ويبكون
يدفنون أمواتهم
بحزن
ويصلّون!
وحدهم هؤلاء الغجر
يعدمون الكذب
ويهزمون العشائر
شواهد قبورهم
عليها أسماؤهم
الغجر
منذ آدم
إلى آخر يوم
قبل القيامة
بشر!
حكت لي
تلك التي
فمها في حجم خاتم
ولها شامة على الخد
وفي جيدها
حزمة من تمائم!
قلت لها:
في بلادي التي
تخلط عطرها الآن
خلف الستائر
لم أرَ غجراً
رأيتهم فقط
في حزن الأزميرالدا
عند هوغو
ورأيتهم عند ماركيز
يقرعون الطبول
وينفثون النار
ويراقصون الحمائم
فيك من الأزميرالدا
عطرك هذا الغريب
وبحة صوتك
ولكنتك الحائرة الساحرة
ودمك العسل
لا تحزني مثلها
على كل أرض
تعيشين
لك فيها مآثر!
أوقفتنا المطر
تحت شجرة نأت
عن ضجيج المدينة
وكل أجناس البشر
سألتها أن تغني
غنت
فحطت حساسِينُ
وغطت الشجرة
جوقة
وسواتر!
أقول لك يا صديقي:
أن بعض الغجر
رفاق المحبة
يكنزون حريتهم
في حقائب أدمغتهم
ولوازم السَفَر
بلدانهم قصائد
أحلامهم
مثل هذا النثر.
فلورنسا 2007