طيوب عالمية

على ضفاف بحيرة هوان كيم*

إشبيليا الجبـوري
عن الفرنسية أكد الجبوري

من أعمال التشكيلي الكويتي محمود أشكناني

المنازل الخشبية بعيدة٬ مضاءة بالنجوم٬
تحت السماء٬ أذهلت حقول الأرض من قربها.!
نفس الشوق السري٬ رغم ذلك
على ضفاف بحيرة “هوان كيم”٬ السكينة شاسعة ومبهجة لغاية.
على ضفاف بحيرة هوان كيم
المراكب الصغيرة متراصفة٬
قدوم الغناء هاديء وخجل٬ الضفة الآخر
يقابلها غناء قروي حزين .
ضفافها في المساء هادئة٬
القمر يحي آخر شعاع من الضوء٬
العشاق٬ تجدف الزوارق٬
دفء شفاه رقيقة٬ العيون مهمهمة.
أنا وحدي. من الجميل أن أرتاح النسيم
رأسي على شجرة الكستناء.
كما هو الحال في بيتنا الريفي القديم٬ صدري
مكتنز بسونتات شايكسبير.
بحيرة “هوان كيم” في الليل٬ تجتاحني غرابة مؤلمة٬
أعلم تماما؛ معزة الشوق القديم حماقة!٬
سأعود إلى البنفسج والسهر٬
ضوء القمر حضوره لطيف معي.
هناك تلك النظرة٬ متأملة٬ لها رجة مجداف يبتعد٬
هذا صوت خلخال خفيف٬ على الضفاف.
صوت الأمهات٬ ليجلون ذلك الصبي٬
والأمهات ضمير ـ في المقابر أجدهن جميعا.
في البحيرة٬ الأغنية شاسعة والصمت مبهج جدا٬
أحلم بالغيوم والقمر٬ بالعشب والنسيم المتسع٬
ابتسامة متأملة٬ ظلال مراكب راجفة تبتعد٬ ونشيد نذير مشؤوم
والألم الذي يستبدني٬ يخترقني ولن يمر.
البحيرة اليوم٬ جلبتني الغيوم إليها
في رحلة أغنية هائمة٬ خريطة دماء هانوي الزكية.
كم هو القمر جميل فوق البحيرة٬
ما مدى أتساع الأغنية فوق المرج.
القمر الذي ألقاه ظلالا
كان مليئا بالخيول
ظله الصغير بعيد٬
يرجه المجداف عند الضفاف.
القمر الذي ألقاه
يتسع على ظهور النخيل٬
سعيت الخيول من أجل ظلها٬
القمر الذي في رحلتي صهيله طغى.
القمر …٬
في فوق البحيرة
يضيء القرية والمرج٬
مليئا بيتي.
ذهبت كما إليه الينبوع يكون٬
والماء الذي يتدفق٬ يلونه القمر
على الرغم من أنها لم تكن نافورة
بدأ العطش إلى الأبد.
لمنحي الماء، القمر البنفسجي الذي فوق البحيرة
من الجليد٬
الظل الذي ألقاه
ذهب بي إلى الفناء مرة أخرى.
القمر حزين اليوم
ينبوع الماء لم يكن نافورة
القمر فوق البحيرة٬
مليئا بالخيول.
البحيرة اليوم٬ جلبتني العصافير
ضفاف بحيرة هوان كيم٬ خريطة شغف شهداء هانوي.
كم هو صغير القمر فوق البحيرة
ما مدى أتساع الأغنية في المرج.
القمر فوق بحيرة هوان كيم
ضفافها كانت مليئة بالخيول.
القمر الذي ألقاه
يتسع على ظهور النخيل.!

هانوي ـ 05.12.21.


* بحيرة خلابة٬ قريبة من قلب المدينة القديمة للعاصمة هانوي ـ فيتنام

مقالات ذات علاقة

كمبيوتر يؤلف قصة وتتأهل لنهائي مسابقة أدبية

المشرف العام

اللاهوت المسيحيّ وعَقبات التجديد

عزالدين عناية (تونس)

“أعز الصديقات” رواية جديدة للبريطانية الباكستانية كاميلا شمسي

المشرف العام

اترك تعليق