المقالة

النقد يحتاج ناقد والناقد يحتاج أدوات

د.مفيدة محمد جبران

الصورة عن الشبكة.
الصورة عن الشبكة.

لابد أن نعرف النقد حتي نستطيع الولوج لحركة النقد الادبي الليبي؛ (النقد هو دراسة الاعمال الادبية وتحليلها وتفسيرها ومقارنتها بأعمال اخري لغرض بيان قيمتها الفنية وتحديد موقعها بين الاعمال الادبية الأخرى).

اعتقد ان النقد الليبي مازال يحبو ببطء وان كان توجد محاولات فردية، ولكنها متأثرة بالنظريات والمدارس النقدية العربية وانتهجت مناهجها. وبعض محاولات اخري لأشخاص تصنف قراءات وانطباعات شخصية حول ما كتب من انتاج ادبي ولمس مكنوناتهم النفسية.

مشكلة النقد في التجربة الادبية الليبية تكمن في غياب المختصين في النقد وهذا يقودنا للحديث عن الادوات التي تساعد الناقد في نقده لأي نص ادبي شعرا او رواية او نصا:

1- ان يكون عارفا بأدوات المناهج النقدية ما قبل الحداثة وبعدها، ليتسنى له تصنيف النص. نصا ادبيا أم غير ادبي.

2- أن يمتلك الناقد يملك ثقافة واسعة، وأن يكون متابعا للمشهد الأدبي وملما بالمستجدات من حيث الانتاج الادبي، حتى يستطيع الوقوف على مواطن الابداع في اي عمل. فقيمة النقد توازي قيمة العمل الادبي، ولابد أن يتمكن الناقد من سبر غور النص وتفسير العلاقات المنطقية للوصول لجوهره ويستطيع بالتالي تصنيفه.

3- لابد للناقد فهم الصورة العامة والخاصة للنص الادبي، بقراءة متأنية وبنظرة ثاقبة محللة، وإيجاد صلة بين النص وبيئة الكاتب، الشاعر، الروائي، ومعرفة فكرة وجماليات القصيدة (الطباق الجناس الموسيقي) على سبيل المثال.

4- النقد البناء يحتاج لناقد موضوعي نزيه، لا يخلط بين العلم والاهواء الشخصية. فالنقد البناء يشجع علي خلق مدرسة أدبية متفردة، فالمنقود يحاول ان يعالج الاعوجاج في عمله، والنقد يفتح أفاق الكاتب ليبصر مواطن الضعف لديه.

عودة للسؤال مشكلة النقد في التجربة الليبية وتغيب النقد الأكاديمي، راجع لغياب مناهج التحليل والنقد في المؤسسات الأكاديمية المتسمة بالتلقين. وكذلك راجع الي عدم تقبل النقد وعدم شجاعة النقاد في نقد بعض الكتاب بل هم مجاملون لهم. وغياب النقد اضر بالمشهد الادبي الحركة الادبية الليبية.

ربما نشهد في الايام القادمة أمسيات نقدية في النصوص المطروحة في المشهد الثقافي الليبي، وهذا ما اعتقد، وهو اعتقاد شخصي أنه سيحدث، فالتطور في الفكر الليبي في رؤيته لبعض القضايا نضج.

5مايو 2021

مقالات ذات علاقة

مثقفون ليبيون.. واقع رقمي آني

خلود الفلاح

العمل الارتجالي لا يفيد

المشرف العام

الثوراتُ العربيَّة وَوُعُودُ التَّغيير

خالد السحاتي

اترك تعليق