إيطاليا تسجل أكثر من 28000 زائر لمعرض الوكواك بروما
الوكواك: أيطاليا تدعم المعرض بـثلاثمائة ألف يورو.. ووزارة الثقافة الليبية تعطي فقط ألف دينارعهدة للإرجاع
قورينا الجديدة
الفنان علي الوكواك (مروض الطبيعة) ومبتكر فن النحت على لحاء النخيل (الكرناف) وصاحب أكثر منحوتات خشبية عالميا وعربيا، بعد اندلاع ثورة 17 فبراير أصبح هذا النحات صاحب أكبر معارض النحت في ليبيا الدائم والقائم بقصر المنار بمدينة بنغازي، وربما أكبر المعارض العالمية لأحد أنماط فن النحت الحديث “النحت على المعادن والمدمج بالكولاج”، وقد أنجز منذ فجر فبراير منحوتات ضخمة حديدة من مخلفات الحرب والأسلحة التي استخدمت في الثورة، يصل عددها لأكثر من “700″ منحوتة، منها ذو حجم يفوق الـ 18 متر، وتتضمن أعماله معظمها قضايا الثورة والحرب بمجسمات متوحشة تعكس بعضها الصراعات والأحداث التي حدثت أثناء الحرب، وبعضها يرمز للدمار الذي أنتجته الحرب، وأخرى تعكس المواقف الإيجابية للثورة، وبعض منها يحمل طابع البيئة والفلكور الليبي.
– بنغازي عنوان لمعرض الوكواك بروما:
أقام النحات الليبي علي الوكواك معرضه الذي أطلق عليه الإيطاليين المشرفين عليه مسمى (معرض الفنان علي الوكواك) في الملصقات واللافتات والكتيبات في الفترة ما بين “15 يناير ويستمر حتى 28 فبراير لعام 2013″ لكنه أصر أن يحمل اسم مدينته عنوانا للمعرض، فطبع ملصقاته ولافتاته الخاصة باللغة العربية والإيطالية ونقلها ليضعها بروما، وكتب عليها (معرض بنغازي التشكيلي).
– روما تشهد أكبر منحوتات الفن الحديث:
شارك الوكواك بمجموعة عديدة من المنحوتات كبيرة الحجم يصل طولها لـ 20 متر، وأخرى متوسطة الحجم وأخرى صغيرة، وجلها من مادة حديدية، تركيباتها مكوّنة من أسلحة قديمة ومخلفات الحرب الليبية ضد حكم القذافي، ومواد معدنية أخرى.. وحسب وصف الإعلام الإيطالي يذكر أن روما بهذا المعرض تشهد أكبر منحوتات الفن الحديث.
– رعاية إيطالية وليبيا تتجاهل الفنان الليبي:
أقيم معرض بنغازي التشكيلي للنحت بروما برعاية بلدية روما وكلية الفنون بروما، وجمعية رجال الأعمال بإيطاليا، ومؤسسة نفطية إيطالية وبعض المؤسسات الخدمية الإيطالية..
وقد ألتقيت بالفنان علي الوكواك فور عودته من إيطاليا وأخبرني قائلا: “لقد خاطبنا وزارة الثقافة لأكثر من مرة ولدينا صور لرسائل عديدة بعثنا بها إليهم تثبت صحة ما أقول.. تلقينا وعود كثيرة من الوزير “الحبيب الأمين” بالنقل ومصاريف التذاكر وغيرها، ولم تتحق إي منها أبدا.. وعند اقتراب موعد المعرض، تم الضغط علينا من قبل إدارة المعرض بروما لنقل المواد للإيطاليا، خاطبنا الوزارة من جديد وخاطبنا شركة الخليج التي وعدت بالدعم وخاطبنا القائمين على معرض قصر المنار، لم يتم الاستجابة من أحد، فأخبرنا المنظمين بالمهرجان هناك، فتولت إيطاليا كامل المصاريف بما فيها نقل المنحوتات والتذاكر، والإقامة.. حتى مصاريفنا هناك تكفلت بها إيطاليا فأعطتنا (مصاريف جيب) أما بخصوص وزارة الثقافة الليبية فلم يعطينا مكتبها ببنغازي سوى آلة لحام كهربائية، وألة قطع حديد (شلخ) لا تتعدى ثمنهما ألف دينار كعهدة قابلة للإرجاع، فالمقابل فقد صرفت الملايين لمعرض القاهرة للكتاب لوم نشهد أي نجاح يذكر ولم يقدم أي شيء حقيقي خلال مشاركة وزارة الثقافة هناك”..
وقد أضاف الفنان الوكواك بالقول مستاء: “لا أدري لماذا تتجاهلنا الدولة هكذا، هل لأننا نمثل بنغازي، هل ستتغير المعادلة لو أني مثلت العاصمة، وأني استغرب كيف تتعامل وزارة الثقافة الليبية مع فنان يمثل دولة كاملة ويعكس واجهة راقية للبلاد، في حين تهتم الدول الغربية بالفن لخالصه وتنفق مئات الآلاف لتجذب إلى شعوبها ثقافات وفنون جديدة عنها.. وبالرغم أنني سافرت ومعي فقط شخصين، وإذا اهتمت ليبيا بنا فلن يكلفها الشيء الكثير… ما يؤلمني أن تتعامل معي وزارة الثقافة بعد انبلاج ثورة 17 فبراير التي ضننا أنها ستضيف ثقافة جديدة في حكومتنا، لكننا نلاحظ تولي أناس بعيدة عن الثقافة والفن في مناصب وزارية”.
– نجاح معرض الوكواك وإيطاليا تسجل زيارة أكثر من (28000) زائر:
سجلت إدارة المعرض بإيطاليا تفوق كبير لعدد الزوار لمعرض بنغازي التشكيلي بروما للفنان علي الوكواك يصل عددهم لأكثر من “28000″ زائر وقد أعربت إدارة المعرض إعجابها بنجاح المعرض للفنان الليبي، ورغم التكلفة العالية التي أنفقتها أيطاليا في هذا المعرض إلا أنها قررت استمراره في مدن إيطالية أخرى ودول عربية وأجنبية، حيث سينطلق معرض آخر للوكواك في ميلانو خلال شهري فبراير ومارس القادمين، ثم يتحول إلى دبي واسطنبول، وربما في أمريكا.
– تكاثف الإعلام العالمي على المعرض وغياب الإعلام الليبي:
تزاحمت وكالات الإعلام والقنوات الفضائية العربية والعالمية على المعرض وقامت كل الجهات الإعلامية الإيطالية على تغطية أحادثه، وأهم القنوات الفضائية منها فرنسا 24، والجزيرة الأنجليزية، وقنوات ألمانية، وأنجليزية، وأخرى وقنوات وصحف عربية عديدة.. وقد تناقلت صفحات الانترنت صور وأخبار المعرض، ومع ذلك لم تتقدم أي جهة إعلامية لنقلها، باستثناء قناة ليبيا الأحرار التي نقلته بعد رجوع الفنان علي الوكواك إلى ليبيا، أي بعد أكثر من 20 يوم من يوم الافتتاح.. وقد وعدت مسبقا وزارة الثقافة الليبية بإرسال عدد كبير من الإعلاميين لمرافقة الوكواك وتغطية المعرض.
– حضور دبلوماسي كبير من إيطاليا ودول العالم وغياب ممثلي ليبيا بالكامل:
رغم الدعوة التي وجهها الفنان علي الوكواك بعد موافقة إدارة المعرض على استقباله واستضافته لم يحضر وزير الثقافة الليبية الحبيب الأمين، ولم يكلف نفسه للاتصال أو إرسال مندوب، ولم يتواصل معنا بعد عودتنا، كذلك مدير المركز الثقافي الليبي بروما قد استلم دعوة لحضور الافتتاح لكنه لم يحضر، ولم يمثل أي دبلوماسي ليبي ليبيا عند انطلاق المعرض.
– اهتمام مبالغ فيه من قبل إيطاليا لافتتاح معرض الوكواك:
تم طبع كتاب ضخم وبطباعة ملونة فاخرة باللغة الإيطالية يتضمن الفنان علي الوكواك وأعماله وكذلك عن المعرض، ليصل سعره 50 يورو، ومعه كتاب آخر باللغة العربية.. وأيضا تم التنسيق مع المطربة الإيطالية “إلينا يبلي” لتجهيز ألبوم موسيقا خاصة لمعرض الوكواك، يتضمن طابع ليبي أفريقي تكلفته وصلت لـ 30000 يورو، تم سماعه يوم الافتتاح.