متابعات

دار حسن الفقيه تحتضن حلقة نقاش حول المشروع الثقافي والتنوع

الطيوب

الشاعر والكاتب “صالح قادربوه” والباحث د.”علي رحومة”

نظم المركز الليبي للدراسات الثقافية مساء يوم الإثنين الموافق 29 مارس 2021م ضمن موسم (الإثنين الثقافي)حلقة نقاش حول المشروع الثقافي والتنوع في دار حسن الفقيه حسن للفنون بالمدينة القديمة طرابلس، وقد شارك في الحلقة الكاتب والقاص الشاب “حسام الدين الثني” وذلك عبر مداخلة مسجلة حيث تناول في ورقته المعنونة بـ(تعزيز التنوع وإدارة الشخصية) من خلال تعزيز الدولة لعناصر التنوع الثقافي وعلاقته بإدارة الشخصية الجامعة للمجتمع الليبي ليرصد الكاتب عبر ورقته مسألة عدم إيلاء القائمين على الدولة الليبية لقضية إشكال التنوع الثقافي الأهمية المثلى ما جعلهم حسب رؤية الكاتب يهملون صوغ السياسات الثقافية الأمر الذي فاقم من أزمة غياب شخصية ثقافية جامعة للمجتمع، وكذلك أشار إلى ضرورة تبني قيم التنوع لتحقيق أعلى درجات مبدأ حقوق الإنسان بإحتواء كافة المكونات العرقية والمذهبية المختلفة لكي يستتب الأمن الإجتماعي والأهلي، متسائلاً في الوقت ذاته عن إمكانية أشكال التنوع الثقافي في ليبيا في ظل غياب مشروع بناء شخصية ثقافية جامعة ؟

وفي المقابل أيضًا تقدم الدكتور والباحث “علي رحومة” بورقة بحثية عنوانها(المشروع الثقافي والتنوع -الجانب التكنولوجي) وعبره ركز الباحث على المنظور التقني الصِرف للثقافة في المرحلة الراهنة وفق قضاياه ومتناقضاته المتفرعة مُحددًا الثقافة كمفهوم بموضوعها وتمثلاتها حالاتها المتباينة تحت قالب عرّفه بـ(التكنو- ثقافية) مفصلاً أربعة ملامح رئيسة لهذا المفهوم بدءًا من الثقافة الفردية التنويرية التي يهدد الزوال في حالة فقدانها لوظيفتها التنويرية ومرورًا بلمح الثقافة وتماسها المباشر مع الفنون والآداب والاختزال الضيق لوعاء الثقافة الذي ينأى عن حيوات الناس في اتساعها المعرفي وتنوعها، وملمح المفهوم الشمولي الذي ينطوي على جملة من المظاهر المادية والمعنوية داخل حياة الإنسان ونتاجاته من حواره وتفاعله مع معطيات الطبيعة من حوله، مضيفًا في سياق متصل بأن الثقافة دون مهارة تقنية ملموسة تنتج وتنتقل وتتمظهر وتتفاعل من خلال المنتجات الصناعية والتقنية لا جدوى منها ، مؤكدًا على أننا نعيش في عصر معلوماتي ورقمي بإمتياز ما أدخل إنسان اليوم في مرحلة الما بعد مثل ما بعد الحداثة وما بعد الفلسفة وما بعد الثقافة وما بعد التقنية، مختتمًا أن العالم اليوم يعيش حضارة الرقم والإلكترون التي أنتجت تكوينها الفلسفي الخاص وعقيدتها الإلكترونية.

من جهة أخرى فُتح باب النقاش أمام الحضور لطرح تساؤلاتهم وإبداء وجهات نظرهم بالخصوص.

الباحث والكاتب د. “علي رحومة”

قبل ختام حلقة النقاش تقدم الشاعر والكاتب “صالح قادربوه” رئيس المركز بقراءة تصورية مبدئية لمشروع يحتفي بالتنوع في النهج الثقافي وهي قراءة استمدت جوهر حقيقتها من قيمة المعرفة تبعًا لكيان الهُوية العام فمن وجهة نظر الكاتب يرى بأن الحال لن يستقيم إلا بانتهاج رؤية تتبنى التركيب الوطني المبني على تحييد كل خرافة تُنافاس ثقافة ما وسط الكيان الهُوياتي مع وجوب فهم ودراسة خصائص وطبيعة كل ثقافة على حدة، من جهته أكد على الاستعاضة بفكرة إستثمار التنوع في مشاريع تنمية المكان ونشر وتعميق واقع الإبداع في الخطاب العام ككل عوض اللجوء لخطاب التراث الذي يعتمد فيما يعتمد على تغليب طرف على طرف وممارسة إلغاء مرفوضة، مشددًا على حتمية الإحتكام للعقل والقواسم الإنسانية المشتركة، وبالتالي إيجاد طرق بديلة وناجعة يُعالج بها التعامل مع المكونات الثقافية المختلفة في المجتمع دونما الإضطرار لإلغاء وعي الآخر المختلف.
وفي الختام توجّه مدير المركز ببالغ الشكر والتقدير لكل من حضر واستمع لحلقة النقاش منتهزًا الفرصة للتنويه إلى موعد المحاضرة الشهرية المقبلة وهي عن ترجمة الأثر الأدبي والتي ستقام بتاريخ 26 من شهر أبريل القادم.

مقالات ذات علاقة

أكتشافات تشكيلية

ناصر سالم المقرحي

منتدى السعداوي يستضيف منتدى ألوان في أمسيته الثامنة والثلاثين

المشرف العام

منصور أبوشناف: مشروعي الحقيقي النبش في الموروث المعرفي الليبي

مهنّد سليمان

اترك تعليق