مختارات

النفط في ليبيا

نادية بك درنة
كاتب المقال الصحفي الايطالي: البيرتو البوتزي

العالم الايطالي ديتزيو يحمل أولى عينات النفط المكتشفة

في عام 1914م، أثناء حفر بعض الآبار بحثًا عن المياه من قبل القوات الايطالية، تسربت كميات صغيرة من النفط الخام في منطقة الواحات ومنطقة الجفرة، لكن اندلاع الحرب العالمية الأولى لم يفسح المجال لتعميق البحث.

في عام 1926 مع أول عمليات البحث في وادي بيانورا بادانا بايطاليا، ولدت شركة اجيب Agip “Azienda Generale Italiana Petroli” وفي عام 1927، من خلال سن ما يسمى “قانون التعدين” من قبل الحكومة الايطالية، أصبح ممكنا اجراء البحوث في باطن الأراضي التابعة للدولة الايطالية، وبالتالي ينطبق هذا القانون على أراضي المستعمرات الإيطالية ومنها ليبيا.

في ليبيا، تحت إدارة الحاكم بيترو بادوليو، في عام 1929، تم تأسيس شركة أسسها بعض الإيطاليين المقيمين في طرابلس وحصلوا على تصريح لبدء أول عمليات البحث عن النفط. في هذه السنوات، ظهر عالم الجيولوجيا ارديتو ديزيو Ardito Desio، المولود عام 1897، مؤسس معهد الجيولوجيا بجامعة ميلانو.

كانت رحلته الأولى إلى ليبيا في عام 1926. وبالانتقال على ظهر الإبل، قام بإجراء المسوحات اللازمة لنشر أول خريطة جغرافية وجيولوجية للبلاد. اكتشف احتياطيات مائية مهمة لازمة لتنفيذ، مشاريع الاستعمار والتحول الزراعي.

في عام 1936 اكتشف رواسب المغنيسيوم والبوتاسيوم في واحة مرادة، مما سمح له بالتأكد من وجود الهيدروكربونات. أبلغ موسوليني، الذي طلب منه مواصلة الاستكشاف، وعمل منذ تلك اللحظة مع أجيب، وتم إعداد برنامج بحثي مدته ثلاث سنوات في منطقة الواحات حيث وجد الأمريكيون أكبر حقول الهيدروكربونات بعد استقلال ليبيا.

تم تنفيذ البرنامج في عام 1938، وتم حفر ثمانية عشر بئراً تم من خلالها استخراج أول لتر من الذهب الأسود، ولكن النفط الذي عثر عليه ديسيو كان أعمق من ألفي متر، ومع تقنيات ذلك الوقت، كان من الصعب استخراجه. علاوة على ذلك، لا يمكن لأحد أن يتوقع في ذلك الوقت أنه في تلك الأعماق يمكن أن يكون هناك تراكم للهيدروكربونات بالكميات التي تم اكتشافها لاحقا.

أصر ديتسيو بالتعاون مع إيتالو بالبو، الذي أصبح مؤخرًا حاكم ليبيا، ان يتحصل على منصة حفر أكبر من الولايات المتحدة للنزول إلى أعماق أكبر في الأرض. لكن الحرب العالمية الثانية أوقفت العمليات مرة أخرى.

في نهاية الحرب، سقطت خطط التنقيب الإيطالية في أيدي الشركات البريطانية والفرنسية والأمريكية الموجودة في المملكة الليبية الجديدة. في الواقع، ليس من المستغرب أن تكون الزيارة الأولى للحلفاء في روما المحررة – ليس من قبيل الصدفة – إلى معهد الجيولوجيا، حيث تم الاحتفاظ بالخرائط التي رسمها ديزيو.

لم يكن لإيطاليا أي ميزة على الرغم من أنها كانت تأمل في الحفاظ على جزء على الأقل من الأراضي الليبية، لكن الحلفاء اتفقو على إنشاء مملكة، ولدت في ديسمبر 1951، بقيادة الملك محمد إدريس المهدي السنوسي. وفي الوقت نفسه، طورت صناعة النفط الأمريكية تقنيات حفر جديدة سمحت بالوصول إلى أعماق أكبر وبسهولة متزايدة.

في يونيو 1959 تأكدت وجود رواسب مهمة في منطقة الواحات – وأنه من الجيد أن نتذكر أنه – هي تلك الأماكن نفسها حيث ديسيو قدم أول اكتشافاته.

بدأ الإنتاج فورًا وتزايدت الاكتشافات في كامل ليبيا، اصبح النفط هو المَورد الاساسي لليبيا وأصبحت ليبيا هي الموّرد الرئيسي للنفط الخام لإيطاليا.


رغم اعتقادي ان القنينة المرفقة في الصور استخرجت من بئر بمنطقة الجفارة اثناء حفر ابار مياه الا إني لم اشأ تغيير المقال فاوردته كما هو بعد ان قمت بترجمته.

-وهذا رابط فيديو للقاء مع العالم الايطالي ديتزيو يتحدث عن اول اكتشاف للنفط الليبي باللغة الايطالية:

منقول عن صفحة مقتطفات

مقالات ذات علاقة

قصيدة من وحي سوسة

المشرف العام

مناظرة شعرية حول الفيدرالية بين البغدادي والزبير

المشرف العام

الشاعر الليبي سالم العوكلي: جمر الليبرالية والعلمانية في ليبيا لا يزال متقداً

المشرف العام

اترك تعليق