في الثامنة عشر من عمرها.. جميلة.. بيضاء البشرة.. ينسدل شعرها إلى خاصرتها.. طلبت من أخته شريكتها في السكن أن يقضي الليلة معها أنيسا لانشغال زوجها في أداء مهمته العسكرية..
كان في السادسة من عمره عندما تمددتْ إلى جانبه، تلفحُ أنفاسها وجهه الصغير.. يلامس جسدها الطري جسده، وتضع ذراعها الحاسر حتى رقبتها أسفل رأسه، يصاحب الاثنين ضوء الفتيل الخافت.. أصبحت عيناه قريبة من الإغفاء على رجع تنهدها المتكرر وأحسَّ أنه سيجعل من نهديها يخترقان ثوبها الشفاف جدا..
بعد لحظات، أفاق على صوته:
– ماذا يفعل هذا معكِ؟
– لا أستطيع النوم لوحدي
– ضعيه في الأسفل
الغرفة لا تتعدى مساحتها ثلاثة أمتار، خُيل إليه وقتها أنهما يتصارعان.. يتقلبان ذات اليمين وذات الشمال.. تعلو الأنفاس وتأنُّ أنينا متقطعا..
نهضَ مسرعا وعانقها وأرادَ أن يحولَ بينها وبين هيجان هذا الرجل المفاجئ.. ثارتْ ثائرة الرجل ونهره وضغط على ذراعه بقوة وأخرجه وأقفلَ الباب.. صرخَ باكيا.. هرعَ إلى الغرفة المقابلة طرقها بعنف.. خرجتْ أخته وأدْخلته..
قال زوج أخته بابتسامته المعتادة:
– لا تبكي، ستعرف بعد حين أنك كنتَ تنامُ في المكان الخاطئ.
صباحا، احْتضنته بعنف وطبعتْ قبلة على وجنتيه.. تمتمتْ وهي تنظر إلى أخته بعينين تشي بالاعتذار
– (حقك علي)، لم أتوقع قدومه البارحة..
بعد مرور خمس عشرة سنة رآها في زيارة لأخته.. مازالتْ بنفس بجمالها الطاغي.. مدّتْ يدها مُرحبة.. عرف ساعتها أن ذلك الرجل لم يعد موجود بقربها الآن..
بادرتْ أخته بالقول:
– لقد غادرها بعد أشهر من تلك الليلة ولم يعدْ، وتركَ برفقتها هذا الولد فاقد البصر..
رأيناه يصرخ في وجهها ذات صباح منفعلا:
(إنه يشبه من كنت تضمينه بين ذراعيك)..
تراجع خطوات.. وعاد بذاكرته إلى تلك الليلة.. جلسَ على عتبة الباب وانفجرتْ شفتاه بهذه الكلمات:
– يا ويحهم، لقد سرقوا عذريتي مبكرا..