اللوحةُ الفارَّةُ من عناصِرِها..
تُنادي.. تصرُخُ:
لِمَ؟..
كيفْ؟
بفَصاحةِ المَفْجوعِ..
نُلَمْلِمُ رَذاذَ الأمكِنةِ!
بِوَقارِ الشُّيوخِ..
نَثِقُ في بَلاهةِ الأزْمِنةِ!
رُبَّما نَتَأَلّهُ؛..
لَوِ اقْتَنَعَ البحرُ أنّه إلى خُلودٍ،
و أنّه لا يحتاجُ حليبَ الصحراءِ،
و أنّه إلى ما يجهلَ صائرٌ،
و أنّ المدينةَ..
– التي انْوَلَدَتْ من رَحِمِهِ،
و ظلّ يرعاها – ..
تُعْلِنُ عُقُوقَها،
و تُبارِكُ الحُزنَ و الانكِسارَ!
سامِحْني..
أيُّها الليلُ المُنْدَسُّ..
في الرُّكْنِ الرَّبيعِيِّ مِنْ قَلْبي؛
إنّكَ.. لَسْتَ لي،
و لَنْ يكونَ بالإمْكانِ مَدُّ الوَقْتِ أكثر!!
أَلْفُظُكَ خارِجاً؛
كي.. لا تَطالَكَ آخِرُ أَنْفاسي،
و لا أجُرَّكَ مَعي..
إلى حيثُ يَخْتَلِطُ مكانٌ بالزمانِ!!
سلاماً..
أَيُّها الوطنُ العتيقُ!
وَداعاً..
يا مواعيدَ العذارَى الراهِباتِ،
و دُمْتَ.. أَيُّها القِدِّيسُ..
في كَنَفِ الحواري التائِهاتِ:
مُكَلّلاً..
مُجَلْجِلاً..
مُكَبَّلاً..
مُجلّلاً..
بالْـ..لا وَقارِ؛
بلْ بالوَقارِ!!
هذا نَذيرٌ..
من مواسِمِ خِصْبِنا الآنِيِّ..
يَسْتاكُ بأَحْلامِ الفَراشِ،
و يَنْجَلِي من وَقْتِهِ لِمَمُ الليالي!!
صَــهٍ.. صَهٍ..
قَدْ..
نَلْتَقي!!
———-
أبريل ٢٠٠٦م