من أعمال الفنان محمد الشريف.
شعر

نذير الوقت

 

اللوحةُ الفارَّةُ من عناصِرِها..

تُنادي.. تصرُخُ:

لِمَ؟..

كيفْ؟

 

 

بفَصاحةِ المَفْجوعِ..

نُلَمْلِمُ رَذاذَ الأمكِنةِ!

 

 

بِوَقارِ الشُّيوخِ..

نَثِقُ في بَلاهةِ الأزْمِنةِ!

 

رُبَّما نَتَأَلّهُ؛..

لَوِ اقْتَنَعَ البحرُ أنّه إلى خُلودٍ،

و أنّه لا يحتاجُ حليبَ الصحراءِ،

و أنّه إلى ما يجهلَ صائرٌ،

و أنّ المدينةَ..

– التي انْوَلَدَتْ من رَحِمِهِ،

و ظلّ يرعاها – ..

تُعْلِنُ عُقُوقَها،

و تُبارِكُ الحُزنَ و الانكِسارَ!

سامِحْني..

أيُّها الليلُ المُنْدَسُّ..

في الرُّكْنِ الرَّبيعِيِّ مِنْ قَلْبي؛

إنّكَ.. لَسْتَ لي،

و لَنْ يكونَ بالإمْكانِ مَدُّ الوَقْتِ أكثر!!

أَلْفُظُكَ خارِجاً؛

كي.. لا تَطالَكَ آخِرُ أَنْفاسي،

و لا أجُرَّكَ مَعي..

إلى حيثُ يَخْتَلِطُ مكانٌ بالزمانِ!!

 

 

سلاماً..

أَيُّها الوطنُ العتيقُ!

وَداعاً..

يا مواعيدَ العذارَى الراهِباتِ،

و دُمْتَ.. أَيُّها القِدِّيسُ..

في كَنَفِ الحواري التائِهاتِ:

مُكَلّلاً..

مُجَلْجِلاً..

مُكَبَّلاً..

مُجلّلاً..

بالْـ..لا وَقارِ؛

بلْ بالوَقارِ!!

 

 

هذا نَذيرٌ..

من مواسِمِ خِصْبِنا الآنِيِّ..

يَسْتاكُ بأَحْلامِ الفَراشِ،

و يَنْجَلِي من وَقْتِهِ لِمَمُ الليالي!!

 

صَــهٍ.. صَهٍ..

قَدْ..

نَلْتَقي!!

———-

أبريل ٢٠٠٦م

 

مقالات ذات علاقة

مساء يمعن في النسيان

فرج العربي

طــابـــور

فريال الدالي

ثقيل هوى هذي البلاد

عاشور الطويبي

اترك تعليق