

نغرس البذرة في الأرض الندية الجميلة الناعمة الملمس المبللة بالماء، ونظل كل يوم نراقبها ونرعاها بلطف وحب، نسقيها ببعض الماء الصافي النقي، وعيوننا تراقب كل يوم في فرح تطورات تلك النبتة. حيث أنها كل يوم ستبدو أجمل من اليوم السابق، ستكبر ويزداد جمالها ويزداد حناننا عليها.
وضع الله سره وحبه في أبسط الأشياء، أرق واضعف المخلوقات، ووضع السر الأكبر في قلوبنا وعقولنا، وجعلنا نفكر مليا ونقارن كيف أن البشر المخلوقون جميعهم من تراب يختلفون، فبعضهم رقيقون محبون للخير يخافون على نبتة ضعيفة من العواصف والعطش، وبعضهم قساة القلوب مجرمي حرب، تسببوا في خراب ودمار هائل في الأوطان، ومارسوا القتل بأبشع الطرق.
فسبحان من رزق الدابة ويسر لها الحياة، وخلق البشر ليمارسوا الظلم والتعسف على بعضهم.
ستكبر تلك النبتة مادام الله في الوجود، وسخر لها أيد أمينة ترعاها بلطف، فلن نخاف عليها من العواصف ما دمنا نحيطها بالرعاية، وستنهض الأمة وتزدهر بالرغم من ويلات الحروب، وسيذهب أبنائنا للمدارس ليتعلموا كيف يغرسون تلك البذرة الصالحة ويحافظون عليها، لكي يبنوا وطنا. .