طيوب البراح

ناطحة الخيال

آية المجبري

من أعمال التشكيلي مرعي التليسي


قد مرت على جبين العمر لحظات لم تدع الاستمرار صعبا. بات القدر يخطف كل ما هو جميل في أعين البشر، يسترخي فقط فوق عروق الدمار في قلوبنا. لم يدع شيئا يكن، غير أنه منفتح في سماء الحياة ومستقبلنا البائس.

لم نختر شيئا، ولم نُخير، بل رضينا، وفرض كل ما هو قاس، لم يعيش البشر بعض ثوانِي حياتهم إلا وكانت أهدافهم محققة، قد تكون معجزة أو اختيار، ولكنها سمات رفضت الاندفاع المستمر.

حياتي ليست حياتكم، وحياتكم ليست حياة غيركم، حياتنا راهنة ومرهونة بحبال بائسة، صرفت نحوها أقاليم لا تعرف مصير انجرافها، غير أنها تسير وتسير في خطوط مُبهمة. ألم تكن لدينا فرصة للنزول؟ ألم تكن لدينا فرصة الحياة عند خروجنا لبضعة ساعات؟

 لما اخترنا البقاء؟!

لما استندنا بأيدي ذلك الطبيب الذي أخرجنا؟ لما اخترنا الصراخ لأول مرة ولم نبتسم؟ ورفضنا النظر للواقع وارغمنا أعيننا بأن تكون مغلقة عن الحقيقة!

ليتها كانت تلك الصرخة هي الأخيرة، وليت أعيننا كانت مغلقة إلى الأبد، ليتنا كنا لا نهرب من شيء.. نواجهه كأول مواجهة لنا للحياة، ونزولنا بقوة من أحشاء القدر، ليتنا لم نفلت أوردة طعامنا في ذاك الوقت، وأرغمنا ذاك الحبل على الالتفاف حولنا، أو اسقطنا أيدينا ولم نشتبك للحظة!

ليتها كانت ولم تكن!

سائبة لحظاتنا على الانتهاء عندما أخذنا عهدا ولم نلتفت لكل المقايس سائبة حريتنا على الانهدام، ولكننا نصارع الخوف من داخلنا، الصوت الذي يقول من تكونوا ولما تكونوا صوت يحرم أنفاسنا من النظر للمستقبل، يحرمنا على اقتباس افكارنا القادم، يرغمنا على الخوض والتصرف وكأننا محطة صارمة لم تدع يوما الكفاح والتجلي لحكم القدر لم تخوض الألم .

باتت أحلامنا تطفوا فوق قلوبكم.

الأمنية الاخيرة لكم:

إذا رأيتم أحلامنا بعيدة، انحنوا وأطلقوا لها السلام.. لأنها تستحق.

مقالات ذات علاقة

الأشياء القديمة

المشرف العام

أنا السيدة التي ترتدي الملحفة

المشرف العام

أسَـف

المشرف العام

اترك تعليق