المقالة

(بلدُ الطيوب) .. لا تطفئوا الشموع

الطيوب


تعوَّد الجميع في مناسبات الاحتفال بذكرى أعياد الميلاد أن يغنوا بصوت جماعي صادح، تغمره ألوان السعادة والفرح والمسرة على أنغام موسيقى طربية (سنة حلوة يا جميل Happy Birthday to you ) في أجواء تظللها أسراب الزينة والبالونات الملونة، وتكسوها ظلمة خافتة تطوق المكان البهيج، خاصة بعد أن يتم إطفاء عيدان الشموع المثبتة في كعكة العيد بكل التصفيق والتهليل والضجيج اللذيذ.

تلك هي الطقوس المعتادة في معظم احتفالات أعياد الميلاد، إلاّ أننا اليوم في الذكرى العشرين لانطلاقة موقع (بلد الطيوب) الالكتروني الأدبي الثقافي، بمغامرة فردية وجهد إنسان عشق الأدب، فوهبه وقته، وخصّه بفكره وإبداعه، لن نكون تقليديين في إعادة تلك الطقوس، ولن نطفئ أية شمعة أو نعتم أنوارها أو نكتم تسربلها في كياناتنا، لأن (بلد الطيوب) اعتاد منذ انطلاقه بأن يشعل كل يوم أنواراً جديدة، ولا يطفئها، ويوطن فكراً وثقافةً وأدباً وشعراً ومعرفةً مع كل شروق شمس، يواكب الأحداث ويتابع الإصدارات والمناشط بروح مثابرة نذرت ذاتها لتكون نبراساً للعقول، وقناديل علم ومعرفة ومحبة تنير دروبنا وتهزم جيوش الجهل والظلام التي تحيط بنا ليلاً ونهاراً.

كل التهاني والتبريكات لأسرة موقع (بلد الطيوب) في العيد العشرين لانطلاق هذا الفضاء الالكتروني الليبي ممثلة في الصديق العزيز المهندس/ رامز رمضان النويصري المتخصص في صيانة الطائرات وضمان سلامة تحليقها في الأجواء كافة، والناقد والشاعر والأديب العاشق لليبيا التي أهداها هذا الموقع الأدبي، في تجربة رائدة، لا أظنه كان نفسه يتوقع لها أن تلقى هذا الزخم المعرفي، والمخزون والأرشيف الضخم، والتفاعل والانتشار الواسع في ربوع ليبيا الحبيبة .. وفضاء العالم الالكتروني.

ويسرني أن أغتنمُ هذه المناسبة السعيدة لأعبر عن شكري العميق له بصفة شخصية، وللموقع بوجه عام، على ثقته الدائمة فيما أقترحه عليه من جوانب فنية تخص تطوير الموقع، وتحمُّله نشر إسهاماتي الأدبية بالشكل الذي يرضيني. وأعترفُ بأنني أحملُ لهذا الموقع حباً واحتراماً وتقديراً خاصاً يجعلني اختاره غالباً ليكون أول من ينشر كتاباتي التي أتناول فيها الآداب العربية خاصةً، لكي تتم مشاركتها من الأصدقاء والزملاء العرب في أقطارهم الشقيقة، ليزداد (بلد الطيوب) انتشاراً وإشهاراً في ربوع ديارهم وأوطانهم .. وهذا أراه واجباً والتزاماً حبياً ووطنياً تجاه (بلد الطيوب).

ويسعدني بهذه المناسبة أن أدعو الصديق العزيز رامز النويصري لانتهاز مناسبة احتفال (موقع بلد الطيوب) بالعيد العشرين لسرد قصة انطلاقه التاريخية، والتحديات والصعوبات التي واجهته في البدايات وحالياً، والعروض والإغراءات التي قدمت له مقابل الهيمنة عليه. إن كل هذه “الخصوصية” المتعلقة بسيرة (موقع بلد الطيوب) بحاجة ماسة للتوثيق والتسجيل لأنها -في تصوري- تشبه (لقاءات فندق الصفوة) المميزة .. واعتبارها صفحة بارزة في المشهد الثقافي الوطني الليبي.

ألف ألف مبروك (بلد الطيوب)

ألف ألف مبروك (رامز النويصري)

ألف ألف مبروك (للثقافة والأدب في ليبيا)

ألف ألف مبروك (لنا جميعاً).

طرابلس في 22 سبتمبر 2020م.

مقالات ذات علاقة

أحلام ما بعد الحرب (رؤوس وأبجدية الشوارع)

عدنان بشير معيتيق

كلاسيك (100/22)

حسن أبوقباعة المجبري

الخطوة التي لاتتماشي مع الليبيين

عزة رجب

اترك تعليق