شعوب الجبوري – العراق
في البحار الوثابة٬
تتغنى النوارس٬
يا صامت العمق الجليل.
بوسعك تمضي أو تبقى تمرح
يزدهرك الريعان
قاعك الدفء رقراق.
هل أصابك البرد حينها؟
ليتني أعثر عما فتش به إليك البرد.
كنت من السماء
أفتش عن ما يحتويه إليك الشاطيء
طرزتك السماء التي تتفتح بأغانيك
الشوارع مجنحة بأناشيد أجراسك
والذي إليه منك٬ يدق الصهيل مخدتك؛
اتدثرك
في قلب العواصم الراقصة يا أبي٬
وأنت تتزهر٬ تتفتح أنت كالأطفال
متهيما كركرات الأطفال
ينبوعا من هدايا الأعياد
تجعل في يديك المطئنة
عصافير الربيعين من السهر
وزنبقة من دم ورود الطفولة
يا جدول الحبر الرقراق
والأوراق الريانة بالمعرفة
رطبهما في الندى
الشوارع القديمة٬ طرقاتك على الباب
فتوحات بلور المشارب العتيقة
لم تبتعد هكذا؟ أبي..
تنأى بهذا الصمت
تذهب بوريقات العنب الصغيرة؟
أنا: أخواني ينبوعك الريق
حكاياتك وغنائك عن شعر البنات
سحر الاميرات٬
شجيرات التين القديمة
الحقول الندية
حقول وغناء عصافير الصباح٬
وأنت تمضي بقبعتك القش.. تمضي بعيدا
حيث الساحل
أذن٬ انت: المغني
صوتك المار من بعيد مع البحارة
من النوارس التي ترضع ملء قلبها بالضياع
دقات ترتجف إليها الأضواء
تمضي لتحل لون النورس بشعرك الأشيب
ونحن نترقب الأنغام
لتأتى ولو من بعيد٬ ولو يجرها الصهيل
بالعربات الخشبية بجموح الرؤى
أعتدها بأنفاسك البيضاء
عبر الحقول٬ حتما سأمضي بها
بدقات أجراس خفيضة وبعيدة٬
أعبر بها لأوراقك
ومعطفك الكتان معي فوق الجبال
أمضي به بعيدا بالأناشيد من النجوم
ونظارتك الطبية؛ أتسائلها فيك
تعيد حكايات طفولتنا إليك٬
تغذي نباهتنا بروح الاساطير القديمة
وأنت تعقدنا بين ذراعيك
بدفء البطانيات الصوف
وألفة مغامرات السؤال بـ”دون كيخوته”
أبي؛ سأمضي إليك يوما
يا ديوان الأناشيد؛ سأتلو بشيب شعرك الوضاء
حتى أصبح قريبة من ترابك
لترد إلي روحي
والمتسائلة دائما عن:ـ
روحي القديمة بأمواجها الخشبية٬
لأجعل الأناشيد تتدفق من
طاقية النوارس البيضاء
ومناقيرها الخشبية٬
أضفت المزيد منك بألوانك
طوفان جديدك
من طرافة اللفتة والدعابة في المحبة
يا مزيدا من الغناء والبراءة؛ أبي الغالي.!