
نظر وسط الزحام، بذهول لهذا الجمع الهائل شعر بموجة حزن، ورغبة في النكوص، مزج دموعه المثقلة بالأسى، مع قطرات من دماء قلبه المفعم بالحب، استل شعيرة من أحد رموش عينيه غمرها في محبرة الدمع، والدم خط لحبيبته رسالة، وهو يحتضر قائلا:
البارحة، رأيتك تقرضينني قبلات، أسكرتني حد النشوة، وجعلتني أحمل نعشي وأرحل بعيداً، أجوب الخواء سكراناً أخاطب أعمدة النور، والأضواء. أحاكي خطواتي والأصداء، أسير متعثرا في جنازتي، والقافلة أمامي تمضي، أحتضن كأسي، والكرسي، وظلي الطويل.
تمتطيني الحياة جواداً شقياً، واللحظات مني تقترب، يغمرني الضباب في رصيف الشارع الخلفي للمدينة، والخريف يعلوني، فأتكئ من تعبي على نفسي، على حقيبة أسفاري، وبنفسٍ عميق من سيجاري، أنام حتى موعد الرحيل، والموت خلف قضبان الانتظار.
2010
2 تعليقات
تحيايا عاطرة بالود ماطرة بالثناء..عابقة بتشكراتي على هدا الإثراء..محملة بفيح إمتناني لسخاء وكرم النشر..طيوبنا العتيد ..دمتم منارة لنثر شموع الأدب..
_درمشاكي_
لا شكر على واجب أخي
نرحب بجمبع الأقلام المبدعة