مهجة الأصفر


أصبحت أخشى من رسمي
أصبحت أطبع الوجوه
ابتسامات تواريها الكمامة
شعور غامض لا يوصف…
أحزان تجري في عروقها…
خيبه أمل في أنفاسها..
سكتة مختبئة في أعماقها..
جرحاً خفيا في معصمها
صرخة متحفزة في شفتيها..
بحّة عصفور في حلقها..
قلم الحبر يكتب أحلامها..
قضمة المرارة لا ترحل من جوارها
تتحملها كجليد في يديها..
ضائعة في طريقي كفيكتوريا..
عينان بنيتان..
شفتان منتفختان..
وجه نحيل..
إرهاق شديد في جفنيها..
جرف عميق في صدرها..
قبو صغير كموت قريب..
صديقها سكن ليال في الفندق حتى بات قويا
حن إلى السجن.. حن إلي أصدقائه..
حن إلى الألم.. حن إلى من ظلموه..
دماؤه كطفل مجهض
شفتاه قرمزيتان كلون التوت..
ألم يحمله في يديه.. عاش سنين يحلم بالحرية..
خرج سعيداً كصيحة النصر..
تحمل البرد كتمساح خارق..
ركبتاه الزرقاء..
عيناه الغارقتان في الحزن
كادت الدموع تنزف أكثر من كتفيه..
نطق اللسان من تلقاء نفسه
عندما تعرضين رقصتك في مسرح البلدية بسنتياغو لا تنسي أن تقولي لي
“إنك فعلتي “
أريد أن أقدم باقة الورود لكِ..
أنا لن افعل هذا مستحيل..
هذه الأكاديمية للفنون المتواضعة..
شعر أسود..
شنب كث..
عينان براقتان..
حزن في العينين..
عرق على الجبين..
كلام في الداخل يفقه قوله..
رقصة ذات ألوان طيف..
ذات مروحة ريش
.. كرقصة الطاووس..
لحن عذب.. وغناء جميل..
قدمان صغيرتان كصوص ناعس
ضعف شديد كعصا من قش
عيون متدلية..
فتاة لم تنم منذ شهور..
سجين لم ير عائلته منذ سنين..
سجين لم يرها..
أحضان..
اختناقات..
يدان خشنتان رغم أنه في العشرين..
يداها ناعمتان كمعطف فرو حياته في الشتاء..
يوم بارد كمشاعر أم فيكتوريا..
شارع خاوٍ كظلام حالك
إنه يتأوه بآهات متكررة..
لقد تم طردي لن يقبلوني مجددا..
أنا نادمة علي ما فعلت..
نظرات المعلمة كخبث واضح..
نظرات رعناء كتوم..
فكتوريا جميلة كشمس دافئة
رجلاها كشارع ضيق.. لا يتسع إصبع
شعرها غزير كشعر ربنزيل
فستان بنفسجي قصيرا..
جميل كعلبة شوكلاتة…
مزركش باللون الأحمر والأسود والأزرق… في الأسفل..
ترقص القدمان المتعرقتان
كطفل إفريقي يحمل صحن فوق رأسه في حر الشمس..
ترقص بدون نهاية..
قدماها حمراء وزرقاء..
من كثر التمارين..
جسمها منحوت..
كقلم رصاص..
ظهر مختفي كحلمي..
ابتسامة فطرية في وجهها..
حلم قد بداء يتحقق في سيرها..
طموحات لن تنتهي في فكرها..
الغني غراري** وأمواله ليس من أقبل صداقته..
أسنانه لامعة كبياض المعجون..
فكه منحني كانحناءة يأس..
كلام يجول في عقله..
حضن حميم كجدة حنون..
حضن رغم الشقاء يرسم بسمات
فيكتوريا تستعيد نفسها..
تحقق أحلامها..
تصبح راقصة بارعة..
وجه مستدير ابتسامه بريئة..
كوفية ثقيلة متسخة..
مقززة منفرة..
معطف مهترئ.. كأحلام ممزقة
كعمى السجين..
تلك القضبان الرعناء..
لم أره
أولئك المغفلون سرقوا بسمتي..
سرقوا سعادتي..
حتى رؤوس الدمى لم تنج..
رأس مقطوعة.. معصم تسيل منه الدماء..
عيون مفتوحة حتى أنها ترى الأفق..
وما حوله..
أرجل مقطعة..
كقطع الجبن..
جسد دهسته أقدام فيل
والسبب صرخات عالية طالبت بالحرية..
سجين برئ..
شاعر.. أنيق..
شعر أشعث..
قلم مليء بالغبار
غبار الذكريات
سأواصل قراءة الرواية
لن أتركها تدفعني للكتابة
فيكتوريا لا تتوقفي
رقصة النصر تناديك
وأنا أشجعك بقوة
* فكتوريا من الشخصيات الرئيسية في رواية” رقصة النصر ” للتشيلي انطونيو سكارميتا من مؤلفاته عرس الشاعر وساعي بريد نيرودا.
** غراري شخصية في الرواية.