:
في المقهى
المجاور لبيتِ العنكبوت
كان مذاق الضحكِ مُراً !
:
لم اجد في المقهى سواي
و تلك القطة الصديقة النائمة
فوق كرسيٍ يغُط بركامٍ معتق
بالأحلام الخائبة ..
عندما اجهش الليلُ بالغناء
تجرعتُ كأس نبيذ من الدمع
و الضحكِ الغرير ،
تحول المقهى إلى حانة
شيءٌ اشبه بالحلم المرواغ
كل الذين كان لهم سبق المنادمة
ظلت كؤوسهم باذخة عالية
بالضحك و الغناء المجعد
رغم الغياب
يداي ترتعشان
و الكأس الانيسة فارغة !
حين بدا
قلبي ينزف بالغناء
بدأت عيناي تذرف نبيذا
من الدمع اللذيذ
عوت آهةٍ حادة لغانيةِ البحر
برفقة القدح الضحوك
:
هكذا انا
منذورٌ لها بالضحك المُر الصديق
حتى آخر النبيذ
تعالت اصوات القطط و الشعراء
و الغانيات السكارى و الكلاب
انفجر المقهى ضاحكاً
على اغنيةِ ام كلثوم :
( هل رأى الحبُ سُكارى مثلنا ) *
امتلأت الافواه الدامعة بالفودكا
لم اجد قدحي
لم اجد حُلمي
لم اجدني …
نسيتُ انني ما زالت احب
الشوكلاطة بالحليب
رغم فخامة النبيذ
كان مذاق الضحكِ مُراً
حين سألتني تلك الصديقة
عن الحب و النبيذ ؟!
اجبتها :
حار جاف صيفاً
دفيء ممطر شتاءً … *
ضحكنا حتى آخر الدمع
تلك الليلة …
بعد ان غادرنا الندماء إلى الجنة
حين كان مذاقُ
الحبِ شعرا .
/
- الاطلال … قصيدة للشاعر ابراهيم ناجي
السبت / 8 اغسطس .. آب / 2020