شعر

مُنادمة

من أعمال التشكيلية نجلاء الشفتري
من أعمال التشكيلية نجلاء الشفتري

:

في المقهى
المجاور لبيتِ العنكبوت
كان مذاق الضحكِ مُراً !

:

لم اجد في المقهى سواي
و تلك القطة الصديقة النائمة
فوق كرسيٍ يغُط بركامٍ معتق
بالأحلام الخائبة ..

عندما اجهش الليلُ بالغناء
تجرعتُ كأس نبيذ من الدمع
و الضحكِ الغرير ،

تحول المقهى إلى حانة
شيءٌ اشبه بالحلم المرواغ

كل الذين كان لهم سبق المنادمة
ظلت كؤوسهم باذخة عالية
بالضحك و الغناء المجعد
رغم الغياب

يداي ترتعشان
و الكأس الانيسة فارغة !

حين بدا
قلبي ينزف بالغناء
بدأت عيناي تذرف نبيذا
من الدمع اللذيذ

عوت آهةٍ حادة لغانيةِ البحر
برفقة القدح الضحوك

:

هكذا انا
منذورٌ لها بالضحك المُر الصديق
حتى آخر النبيذ

تعالت اصوات القطط و الشعراء
و الغانيات السكارى و الكلاب

انفجر المقهى ضاحكاً
على اغنيةِ ام كلثوم :
( هل رأى الحبُ سُكارى مثلنا ) *
امتلأت الافواه الدامعة بالفودكا

لم اجد قدحي
لم اجد حُلمي
لم اجدني …

نسيتُ انني ما زالت احب
الشوكلاطة بالحليب
رغم فخامة النبيذ

كان مذاق الضحكِ مُراً
حين سألتني تلك الصديقة
عن الحب و النبيذ ؟!

اجبتها :
حار جاف صيفاً
دفيء ممطر شتاءً … *

ضحكنا حتى آخر الدمع
تلك الليلة …
بعد ان غادرنا الندماء إلى الجنة

حين كان مذاقُ
الحبِ شعرا .

/


  • الاطلال … قصيدة للشاعر ابراهيم ناجي

السبت / 8 اغسطس .. آب / 2020

مقالات ذات علاقة

طـرابـلـس

جمعة عبدالعليم

إلى السيدة الشيخوخة

أسماء الأسطى

يا (مالك) من سماك الحزين؟؟؟

زكريا العنقودي

اترك تعليق