في الوقت الذي تشهد فيه بلادنا استحقاقاً تاريخياً غير مسبوق بتحولها إلى شكل الدولة العصرية المدنية ، المرتكزة على دستور المساواة والعدالة والمشاركة والحقوق ، المتطلعة إلى أفق التنمية والرقيّ والتطور ، يواجه المشروع الثقافيّ الوطنيّ – وجملةُ المشاريع المنبثقة عنه – استخفافاً مؤلماً وعبثية وتخبطاً من قبل الكيان المسؤول عن إدارة العمل في مجال الثقافة ودعمه والإشراف عليه والمكنّى ( وزارة الثقافة الليبية ! ) واللوبي المحيط بالوزير ووكلائه وعصبة مستشاريه وخلانه وأصفيائه الذين يتصرفون في الثقافة الليبية كأنهم مُلّاك القرار وأصحاب العمادة وأهل القول الفصل ، ولم يحققوا للتحول في مجال التنمية الثقافية في بلادنا نزراً ولو يسيراً ، إن لم نقل شيئاً يذكر ، بل أسهموا في الوضع الضبابيّ والهدر الممنهج للمال العام في غياب الرقيب الحسيب من قانون أو ضمير ، ونحن هنا إذ نرفع هذه العريضة الاحتجاجية لكل من يحترم تضحيات الليبيين وتراثهم وتاريخهم وآمالهم المشروعة في أن تكون بلدهم في مصاف بلاد العالم ذات الشأن العلميّ والفكريّ ومركزاً للتنوير أسوة بالآخرين نقول بأن ذلك حتّمه التصاقنا وانتماؤنا للعمل الثقافيّ الوطنيّ في بلادنا والمشروع الحضاريّ والتنمويّ ككل ، ونقترح خارطة طريق تمثل لبنةً أولى لإنقاذ الثقافة الليبية من العبث واللصوصية والعدمية والسقوط ، تتمثل في خطوات عملية بعينها ، نوجزها في الآتي :
1 / العزل الفوري لوزير الثقافة الحالي وإعادة النظر في كل القرارات الصادرة عنه ، وخاصة تلك المتعلقة بمشاريع التنمية ، أو تلك الملتصقة بصرف الموازنات والتدقيق فيها قانونيا وماليا .
2 / حل اللوبي المحيط به من جماعة مستشاريه الذين لا يمثلون سوى ( مافيا ) تشتغل داخل ( جيتو ) المصالح الشخصية وأهواء الفريق الواحد الوحيد الضيقة .
3 / عقد مؤتمر طاريء للكتاب والمثقفين والمشتغلين في حقل المعرفة والبحث للاتفاق على ميثاق شرف يحمي الثقافة الليبية من ممارسات مماثلة لما تقوم به وزارة الثقافة القائمة .
4 / مراجعة كل المشاريع التي وافقت عليها الوزارة ومعرفة أسباب هذه الموافقة ، وكل المشاريع التي تم تهميشها وإقصاؤها لفهم أسباب ذلك الرفض ، والأسس المتبعة في صنع المشروع أو في نقضه .
5 / محاسبة كل من قام بالعبث بالمال العام في مجال الثقافة ، والتعجيل بإصدار قوانين تحمي الملكية الفكرية وتنظم وتقدر الحراك الثقافي بشكل عام .
6 / مراجعة أداء المؤسسات الثقافية التابعة لوزارة الثقافة ووزيرها ، وإعادة بناء هيكل واضح وعصري وأصيل لإنقاذ تراث البلاد الجمالي والعلمي و تصورات إنجاح مشروع الأمل الوطني في مستقبل أفضل أكثر ثراء واحتراما وقيمة .
نرفع هذه العريضة للتاريخ ولأصحاب الضمير في الحكومات الليبية المؤقتة المتعاقبة .. لعل هناك عرق حياة وحياء فيمن ننادي !!
ترسل التوقيعات إلى الإيميل :
namathej@gmail.com
الموقعون :
صالح قادربوه
محمد الترهوني
حسن بوسيف
أحمد الغماري