فتحي محمد مسعود
عندما يكون العلم جريمة، والتفكير جنحة، والقلم جناية، والرأي مخالفة، اعلم أنك على مشارف بلاد العرب؛ لأننا وبكل صراحة، أو قل وقاحة أو صفاقة، قل ما شئت، نحن قوم نعشق الآلهة البشرية!!
نعم نعشق ونبجل، ونخضع، بل نركع لها، أقولها وأنا مرفوع الجبين!! فعلنا ما عجز عن فعله أجدادنا في تلك الأيام الغابرة (الجاهلية)، ما الضير في حبنا وعشقنا وولهنا بالآلهة البشرية التي تسرق خيراتنا وتصرفها على ملاذاتها وشهواتها!! لها الحمد، فقد ترمي لنا الفتات، لنتحايل على العيش، لنسخر لها أرواحنا، وفلذات أكبادنا، وثروات أوطاننا، قرابين تزهق أو تهرق عند أقدام الآلهة البشرية!! لها الحمد لولا هذه الآلهة البشرية لما وجدنا وطنا نعيش عليه حياة العزة والشموخ والأنفة، وما يدعوا للفرح بل والغبطة أن تلك الآلهة تبادل شعوبها نفس الحب، فهي تعشق الشعوب الصامتة المذعنة المطبلة!!
أما من يعكر صفوها من المتعلمين، المتفلسفين، المتكلمين، المطالبين زورا وبهتانا بالحياة السعيدة…. فلا!!