طيوب النص

لا تصمت.. لا تركع

من أعمال التشكيلي مرعي التليسي

ولا تذعن لسلطة الغبار وهو يأمرك بالاحتجاب .
ولا تصمت ..
ولو وضعوا جمرةً في فمك .
ولا تساوم ..
ولو ملأوا جيوبك بالسبائك .
ولا تتخلى ..
لأن التخلي عن الحلم موت .
ولأن التخلي عن الكتابة موت ..
ولأن التخلي عن إعمال العقل
إعلانٌ عن نهاية كل شيء .

ولا تتنازل عن لون عينيك قيد أنملة ..
ولا تبدل قلبك العاشق بجبلٍ من ذهب
ولا تبع لكنتك المرتبكة بقصر الخورنق
ولا يقينك الراسخ بقصر السدير .
ولا ترهن حزنك الخرافي في سوق نخاسة اللصوص
ولا تنحني لعاصفة هذا الفساد
ولا تتراجع أمام طوفان هذا العبث
ولا تذعن لسلطة الأنذال
ولو أغرمت بهم هذه الدنيا ..
هذه الدنيا التي لا تُغرم في العادة إلا بالسفيه .

ولا تركع ..
لا للصداع في رأسك ..
ولا للافلاس في جيبك ..
ولا للتفاهة من حولك ..
ولا لسخرية الأقدار وهي تتوج هامات السفلة
بالمزيد من المناصب .
وتملأ أجسادهم بالمزيد من الصحة .
وخزائنهم بالمزيد من المال
وأدمغتهم بالمزيد من الفراغ .

ولا تلق بالاً لنهاية العمر
ولا تترك لابنك عندما تموت
سوى صيتٍ سيظل يتباهى به ما دامت الدنيا .
صيت أبٍ صيغ قلبه من ذهب
ومشاعره من حرير
وقدت عزيمته من حجر صوانٍ لا يهادن .

ولا تيأس ..
فأيام العمر لم تنته بعد
ربما تجد أيها الحزين في جعبة يومٍ ما
قطعةً من عملة الأمل
تشتري بها بصيصاً من نور
تستعين به على عبور هذا الظلام الموحش
كما يفعل ضياء شمعة
في مواجهة ليل حالك السواد .

ولا تبتئس ..
واكتب بلا توقف
وقل للتجاهل : تباً لك
وقل للصعوبات : تباً لك
واهمس لمجلة الليبي كل مطلع شمس :
أيتها الانجاز الذي لا يحفل به أحد ..
صباحك ورد
وتباً لكل من لم يدرك قيمتك بعد .

مقالات ذات علاقة

الخيارات المناسبة لعبور النهر

مهند سليمان

اجلس مع نفسك

المشرف العام

كلمة حق في بلاد الباطل

المشرف العام

اترك تعليق