شعر

تَمَهَّلْ أَيُّهَا الْعَاشِقُ دَوْماً

الإهداء : إلى الإبن البار لمدينة طرابلس وعاشقها
صديقي الدكتور سعدون إسماعيل السويح

من أعمال التشكيلي مرعي التليسي

( 1 )
تَمَهَّلْ أَيـُّهَا الْعَاشِقُ دَوْماً
فَبَحْرُ مَدِينَتِي لاَ يَنْضُبْ
وَفَجْرُهَا لاَ يَسْتَرِيحْ
يُشْرِقُ دَائِماً وَإِنْ تَأَخَّـرْ
وَحُبـُّهَا كَالسَّمَوَاتِ وَالأَرضْ

( 2 )
شَوَارِعُهَا فِي لَهْفَةٍ لِخَطْوِكْ
وَشَوَاطِئُهَا تَنْتَظِرُ هَمْسَكْ
وَبَاعَةُ الَّفُلِ وَالْوَرْدِ وَالْيـَّاسَمِينْ
تَوَقَّـفُوا عَنْ بَيْعِهِمْ … حَتَّى تَأْتِي

( 3 )
قَلْبُكَ يَنْبُضُ “طَرَابُلسْ”
وَعَقْلُكَ يُنَاجِي :
“طَرَابُلسْ” عِنْدَكِ تَوَقَّفَ الْقَلْبُ.
وَهْيَ عِنْدَكْ

( 4 )
أَيـُّهَا الْوَاثِقُ دَوْماً
كَالْيَّاسَمِينِ فِي صَفَائِـهْ
كَالشَّهْدِ فِي عُذُوبَتِـهِ
كَالشَّمْسِ فِي ضِيَائِهَا
مَدِينَتِي تَكْتَسِي الْبَهَاءَ فِي نَاظِرَيكْ
وَتُكَحِّلُ عَيْنَيْهَا مِنْ عَيْنَيْكْ
تُغَنِّي لِلْقَمَرْ
تُرَاقِصُ النُّجُومْ
تَبْنِي بِكَ غَداً مُشْرِقاً
تُرَتِّلُ كُلَّ الدَّعَوَاتِ … حَتَّى تَأْتِي

الشاعر يونس الفنادي صحبة الدكتور سعدون السويح

( 5 )
فِي غِيَابِكْ
مَا هَـبَّتْ الرِّيحُ فِي “زَنْقَةِ الرِّيحْ “(1)
وَمَا عَادَتِ “الْغَزَالَةُ”(2) تُشَاكِسُ الْعَطَشَ بِجَرَّتِهَا
وَأَنْغَامُ مَطَارِقُ “الْقَزْدَارَةِ”(3) خَبَا صَدَاهَا
وَسَاعَةُ إِعْلاَنِ الْوَقْتِ نَامَتْ إِلى حِينْ

( 6 )
عَلَى مَرْكَبِ الْوُصُولِ
تُرْسِلُ بَصَرَكَ إِلَيْهَا
تَتَأَمَّلُهَا
وَتُحَيِّيهَا مُلَوِّحاً بِيَدَيْكَ
فَتُزَغْرِدُ نَوَارِسُ الْبَحرْ
وَتَتَسَابَقُ أَمْوَاجُ الْحُبّ
وَتَتَبَدَّلُ مِيَاهُ الَّيَمْ
فَيَرْتَوِي الْعِطَاشُ
وَيُقْبَرُ الظَّمَأُ خَلْفَ مَدِينَتِي

( 7 )
يَقْتَبِسُ الْقَمَرُ مِنْ نُورِكَ نُورَهْ
وَيَسْتَمِّدُ مَطَرُ الْخَيْرِ مِنْكَ خَيْرَهْ
وَالنُّجُومُ لآَلَيٌ تَتَرَاقَصُ مِنْ عَطَايَاكْ
وَسَنَابِلُ الأَرْضِ كُلُّهَا
وَأَلْوَانُ الْفَرَحِ كُلُّهَا
وَرَحَائِقُ الْحَيَاةِ كُلُّهَا
شَيءٌ مِنْ فَيْضِكْ

( 8 )
يَا رَفِيقِي
وَيَا عَاشِقَ مَدِينَتِي
دَعْنَا نُهَدْهِدُ قُلُوبَنَا
وَنُجَفِّفُ سَيْلَ الْمَحَبَّةِ فِي مَآقِينَا
وَنَرْسِمُ رَبِيعاً لِمَدَى الْعُمْرِ فَوْقَ السَّحَابْ
يَحْضُنُ كُلَّ الأَمَانِّي
وَيَحُطُّ بِنَا فِي ” الْبَيْضَاءْ”(4)
لِتَسْتَرِيحَ الأَشْوَاقُ عِنْدَهَا
وَتُعْلِنَ أَنـَّهَا دَائِماً ” طَرَابِلْسِيَةْ “


(*) نشرت بصحيفة “العرب” اللندنية، العدد رقم (5625) الصادر بتاريخ 1999/05/21م، صفحة رقم (14)
هوامش/
(1) زنقة الريح : أحد أزقة المدينة القديمة بطرابلس
(2) الغزالة : المقصود تمثال الغزالة التي تحمل جرة الماء الموجودة بميدان الغزالة بطرابلس
(3) القزدارة : سوق القزدارة في نهاية سوق المشير تحت برج الساعة
(4) المدينة البضاء : اسم أطلقه أحد الرحالة على مدينة طرابلس

مقالات ذات علاقة

أسعدوا وساعدو

خالد مرغم

في القصيدة التالية أحبك بصعوبة

فوزية شلابي

يتدلى من فاكهة الضوء

مفتاح البركي

اترك تعليق