إيمان محمد – مصر
تأليف: شيماء أحمد مبروك.
الناشر: المكتبة العربية للنشر والتوزيع.
تتناول الرواية حياة حازم الغمراوي، المحامي ذائع الصيت المشهود له بالحنكة على سنِّه الصغيرة، تتقاطع سبله مع سمر الفتاة الأرستقراطية والتي تطلب منه تولِّي قضيَّة الحجر ضد والدها صعب المراس، تتطور الأحداث وتتشابك طرق حازم وسمر أكثر وأكثر، ليغوص داخل هذه العائلة ويعلق بين سمر التي يجذبه نحوها شعور غامض ووالدها الذي تحيط به هالة غريبة من الهيبة والذكاء والماضي القاتم، ويستمر في تتبع خطوط القضية التي تمثِّل أحجية ورقعة بازل تنقصها القطع حتى يصل إلى نهاية مفاجئة تقلب حياته رأسًا على عقب.
الفكرة في حد ذاتها ليست جديدة، لكن إذا ما نظرنا لرسم الكاتبة لها نجد تفرُّدًا في طريقتها، فقد تعاملت مع الفكرة كرقعة أحجية بالفعل، على جانبها قطع البازل تنتظر أن تُثبَّت في مكانها، نظمت القطع واحدة تلو الأخرى في مكانها مقتربة من اكتمال اللوحة شيئًا فشيئًا، وكعادة رقعة البازل لا تتضح معالم اللوحة إلَّا مع تثبيت القطعة الأخيرة، كذلك لم تنقشع الغمامة عن القارئ إلَّا مع السطور الأخيرة للرواية، لذا فقد كان عنوان الرواية ممهِّدًا للأحداث وانطلاقة موفَّقة لها.
تمتلك الكاتبة حِسَّا لُغويَّا عاليًا، ظهر في استخدامها لغة فصيحة سردًا وحوارًا، مع أسلوبها المميز في اختيار التراكيب ونظم الجمل، أسلوب لم يتخلَّ عن شاعريته، فيمكنك مع استرسال القراءة أن تدرك أنَّك أمام كاتب شاعر قبل روائي، فاحتفظ أسلوبها برقَّة الشعر وأثره الجميل في النفس، مع تضمين النص بعض الجمل المنظومة على وزن موسيقي وقافية موحَّدة. استخدمت الكاتبة تشبيهات جديدة خارجة عن المألوف وأعتبرها من السمات المميِّزة لأسلوب الكاتبة، فهي كالبصمة التي ما إن تراها في النص حتى تعرف أنَّه خرج من قلمٍ معين ولا تخطئ نسبته إلى غيره.
الرواية في مجملها جيدة مميزة لم يزعجني سوى تكرار ذكر بعض التفاصيل بحذافيرها، كمحتوى إفطار الشخصية وروتينه اليومي فكان من الممكن تجاوز ذلك، وكذلك بعض الحوارات كانت طويلة قليلًا غير ملائمة لظروف الموقف التي وردت فيه.