انا لا اهذي
بعضٌ من بعضي
تمرد علي
اشعل المصابيح الطرية
حرر الزقزقة من سجنها
و رد لليل شجنُ العواء ..
وجدتني اكثر جنون
ادلُ الغواية على الشعراء
و انا ارتشف نييذكِ المعتق
مُرتديا
غطائي الصوفي
اجفف لثغة الظمأ تحت الشمس
استطيع قطف النجوم
كسر الأهلةِ كلها
ان اتخلى عن كل شيء
سوى انني لا استطيع أن اهجر
الليل و الجنون
و النبيذ و العواء !
كأي مجنونٍ جميل
يحلم بالغرق اللذيذ
مرتديا جبة المطر
يشدو بالبحر و يربي جرة النبيذ
بادعية الدراويش
عندما حاولت أن أشرح للوهم
حقيقة الحلم
انفجر ضاحكاً حد البكاء !
كان يمد لسانه
ليلعق وجه الليل
يشرب نخب خذلانه
و نبيذ مراثيه المعتقة بخيبة
الدمع المتقدس في منفاه ،
ظل يرسم
على خاصرة الشمس
نشيد اللون الضائع في متاهة
شهوة المحو و عش الخديعة ،
منذ البارحة
و انا أفتقدك دفعةً واحدة
الوذ بركنٍ دافيء في محراب
شيخوختي لعله يجيد اختزالكِ !
و قبل أن أعلن
عليكِ نزق الوجد
ها أنا اسقط مغشياً عليكِ
بطفولةٍ اخشى علينا منها
فصارت تراودني كلما مر عطركِ
تسترق القصيد و العويل
و تنبري
في تقاطيع الظلام بشاعرٍ
اتخمت رؤاه بالصهيل
في العراء ..!
لم اغتسل
منذ قرابة الف عناقٍ و نيف
من رائحة قصيدةٍ معتقة النبيذ
تحت ابط وردة لم تنم
منذ سفر اليمام و بكاء الانبياء ..
انا الدرويش
المستهل من اللثغةِ المطمئنة
ما زلت الملم نمش الزعفران
بأصابع من شمعٍ و نار
فوق لجة التوق
هارباً من لعنة السنابل المتنهدة
فوق حقول المراثي !
ظننت اني
ظافرٌ بكِ في متاهة الحلم
حين وجدتكِ جمراً من غياب
حافياً و عارياً
يكبر الطفل بداخلي
فقط يراني بلا عكازٍ
عجوز يغني و اللحية ترتجف .
26 / يونيو .. حزيران / 2020 م