(ظِلُّ الفوضى الهجينة)
يا أنثى النار وقديسة وجع الأرض، احذري أن تمعني في الإيغال وتدركي فلسفة الأزمان البائدة وهرطقات الخلود المستحيل، قبلكِ انحدرت (هيباتيا) المشعوذة من عراجين الشمس، صنعت ملحمة للوهم، حين رقصت على ركحِ السراب ثم تقيأت هراء الدجالون الأفّاقون، ديْنكم من أفسد حقول الحنطة وأضرموا النار في مقابر الصمت، صرخت (هيباتيا) في ذروة الصخب مكبّلة المعصمين، مغمضة العينين، تبا لكم وتعسًا إلى الجحيم أيها السفّاحون، تجرّعت إيلام الكون بأسره، مزّقوا تريبونها الذي يواري سوءة جسدها الأيقوني بقشور المحار، رشح رماد الريح، أحمر الغبار، وحلّق في أنواء التيه، ممهورةٌ سواقي البكاء لطوفانٍ عظيم، صدئت سفن الرحيل الأبدي، أضحت دهشة المنافي تنين الخرافة القميئة، هي الذاكرة الموبوءة بالخراب وعقل بشري مُحنّط وعقيم، انتحر الضمير على أعواد التعصب ووئدت الحرية قبل أن تمعن في فلسفة الذات الانسانية، انصهر الحقد عند احتدام مواسم الفساد وغرقت الحقيقة في نهر دمٍ غريب وبات الموت أخضر الوجع .