طيوب النص

نهاية صرصار

حسين بن قرين درمشاكي

من أعمال التشكيلي سالم التميمي
من أعمال التشكيلي سالم التميمي

تأويل..

طوقته بذراعيها.. همست في أذنه أتحبني؟ أحس بدفء أنفاسها، يخترق مسام جلده.. أيقظت رائحة عطرها، في داخله بركان الرغبة.. فقال لها وهو يغمس أصابع يده بين خصلات شعرها الكثيف لوالك.. وغصت نبرته!!


نهاية صرصار

بدأ الشتاء يحزم أمتعته، استعدادًا للرحيل، لما طرق الصيف الأبواب شرعت الحشرات الزاحفة والطائرة على حد سواء، تخرج من أوكارها، منتشرة بحثاً عن قوتها بين الفينة واألخرى يشد انتباهك مجموعة صراصير بنية اللون تنطلق مسرعة وكأنها في سباق إلى قصعة طعام، وحده ذلك الصرصار الكبير، آثر البقاء ولم يبرح مكانه على أريكة قديمة في شرفة المنزل المطلة على فناء واسع.. خال إال من بعض الشجيرات المتناثرة.. هنا وهناك.. تارة يطير.. وتارة تراه يركض على أرجله وكلما حاول تكرار الطيران سرعان ما يسقط أرضًا أو يصطدم بالحائط ويعود إلى أريكته وما أن يحط رحاله في مكانه حتى يبدو لك سعيدًا.. وهو يفرك رأسه بأرجله، لوال أن قذف به أحد الأطفال خارج الدار ليلحق به وينهال عليه بحجر، حتى التصق به ويخرج شيئًا أسودًا من مؤخرته ليلقى نحبه.

شتاء 2006


ضوضاء

رمى بنظراته عبر النافذة المشرعة.. دنى منها خطوة تتبعها خطوة.. اتكأ على حافتيها احتسى فنجان قهوته اقتنص بعينيه أزقة المدينة المختنقة.. تراقصت نغمات صوته الأشج مع نغمات المذياع المتسللة من بيت الجيران، تمايل على نشوة لم يعرفها منذ زمن.. ليلة جميلة، سأسهر حتى الصباح.

قالها بغبطة. فجأة أحس بشيء ما يخترق النافذة، إلى داخل الغرفة ظنه فراشة تبحث عن رقصة على ضوء المصباح، لكنه استدرك قائلا ثمة طنين بعوضة يجتاح الغرفة.. تأوه بشدة آه!! اللعينة لسعتني وعبثآ، لوح بكلتا يديه في كل ناحية، لعله يصيب منها مقتلا رانت لحظة صمت قبل أن يصرخ آه!! لسعتني مرة أخر!! استجمع أنفاسه تمتم في غضب، بعوضة لعينة كدرت ليلتي.. ثم أشاح بوجهه.. أطفأ النور ونام.

صيف 2008

مقالات ذات علاقة

ومضات من وحي الهجرة

زهرة سليمان أوشن

نثرية ولادة قيصرية

عزة رجب

دائماً صغيرات

نعمة الفيتوري

2 تعليقات

حسين بن قرين درمشاكي 20 يونيو, 2020 at 13:52

جزيل الشكر والإمتنان لموقع الطيوب على هذا الإثراء ..شكرا بحجم الإبداع..

رد
المشرف العام 21 يونيو, 2020 at 07:35

لا شكر على واجب!!
وفي انتظار الجديد منك دائماً

رد

اترك تعليق