نقَرَ الدَّفّ وحَدّقْ
في ثَنَايا الغيْبِ مَبهُوراً ومُشتَاقاً ومُدنَفْ
أسكَرَتهُ السَّجدةُ والحَضرةُ والخَمرُ المُعَتّـقْ
أحرَقَتهُ جَمـرةُ الفَقـدِ
.. طَوِيلا
ألبَستهُ خَاتَمَ الوَجـدِ
.. بـَدِيلا
أذهَلتهُ الجُبَّـةُ الخَضراءُ .. تَسألُهُ فيُرهِفْ
ثُمّ تُدنَيهِ فَيعْـلو ويُرفـرِفْ
فِي ذُرى الآفاقِ رُوحاً فِي صَفاها تَتَـفتّـقْ
نَظَـرَ فِي اللّـوحِ الزَّعفـَرانيِّ المُنمّـقْ
فَإذا بِالكَـونِ مَبسُوطاً لِعَيْـنيْهِ
وَإذا الآبادُ تُشـرقْ
يا إلَهي .. ما الذي يُكشَفُ لي ويَجتاحُ البَصِيرة ؟
مَركَبٌ يَقذِفُها الإعصَارُ
وأنـواءٌ مَـريرَة؟
هَـزّهُ المَرأى .. فأشفَـقْ
ضَاقَتِ الأرضُ عَليْهِ إذ تَبدّتْ
أربَعونَ حَـيَّةٍ رقْطـاءَ
تَكـرهُ الشّمسَ وتَغتالُ الضِياءَ
تَأكلُ الأخضَرَ واليَابِسَ قَبل أن تَفنَى وتَغرَقْ
شاهَدَ الزِّلزالَ
والتِّيهَ
وغِيّابَةَ الجُبِّ
وأطرافَ المَنَافي
ودِماءً مِن أذَى الطَّاغوتِ تُهـرَقْ
نَقَـرَ الدَّفّ فكانَ النَّقـرُ تَسليمَاً تَحـدَّاهُ البُكَاء
واعتَراهُ في مَقامِ الوَجـْدِ إلهَامٌ مُصَدَّقْ
“يا عُبيْدي لَستَ تَقـلَقْ !
يُبتَلىَ القَومُ فإن حَـمّ القضَاء
استَفاقُوا
فَيْلقاً بعْـدهُ فَـيْلقْ
ثُـمّ عَـادوا
ليَعودَ الدّهـرُمِجوَاداً وبَسّاماً .. ومُورِقْ
لَستَ تَقـلقْ ! “