رواية الصديق بودوارة تدور أحداثها حول مفهوم الاستبداد الذي تمثله شخصية “سيدنا” وكذلك مفهوم العالم الخفي الغيبي.
MEO :: حاوره: د.أحمد عزيز
صدر حديثاً رواية “منساد” للروائي الليبي صديق بودوارة، وهو رئيس تحرير مجلة “الليبي الثقافية”، والرواية تتحدث عن بقعة مسحورة تشهد صراعاً على امتلاكها بين البشر والجن. وتدور أحداثها حول مفهوم الاستبداد الذي تمثله شخصية “سيدنا” وكذلك مفهوم العالم الخفي الغيبي الذي يمثله في الرواية “جهجاه” الوسيط الروحي بين الأنس والجن.
تحتوي الرواية على متن وهامش في كل صفحاتها، حيث يتصل المتن بالهامش في أكثر من موضع وفكرة. وصدرت الرواية عن مجلس الإبداع الثقافي الليبي، وتقع في 120 صفحة من القطع المتوسط، أما الغلاف فهو من تصميم الفنان الليبي علي العباني.
وفي بداية حوارنا معه تحدث صديق بودوارة عن بداية كتاباته وأكد أن المقالة الأولى كانت عام 1991، والبداية لم تكن إلا صاخبة محملة بالمعاناة وروعة المغامرة، فقد وجدت نفسي مشاركاً في تأسيس صحيفة أسبوعية هي صحيفة الجبل الأخضر، مع الأديبين سالم الهنداوي والناجي الحربي.
وأوضح الكاتب أن بداية كتابته لفن القصة كانت في عام 1994 وقال: في الواقع كنت في قمة السعادة وأنا أتصفح مجلة “الفصول الأربعة” الثقافية الليبية آنذاك. وقد نشرت لي أربع قصص دفعة واحدة .
واستطرد في الحديث عن نشأته وتكوينه الثقافي قائلا: بعد ذلك لم تتوقف المسيرة ولا أدري هل هو حسن حظ أم خلافه عندما ساهمت مجدداً في عام 1996 في تأسيس إذاعة الجبل الأخضر المحلية وتوليت بعدها بسنتين مهمة مدير إدارة البرامج بها، ولمدة عشر سنوات متتالية حتى تم تكليفي بعد ذلك وفي عام 2007 كمدير تحرير لصحيفة يومية هي صحيفة “قورينا” التي كانت تصدر في مدينة بنغازي على بعد 200 كلم من مدينتي “البيضاء” .
وتحدث عن بداية عمله الصحفي والإذاعي بقوله بقدر ما أنهكني العمل في الإذاعة والصحافة، بقدر ما أفادني هذا التنوع وأنا أكتب القصة والمقالة والرواية، كذلك كان العمل الإداري كمدير للشؤون الادارية لكلية الزراعة في جامعة عمر المختار وهي أكبر كلية في هذه الجامعة، كان له أثره، كذلك كانت الشهادة الجامعية في الاقتصاد الزراعي، وكذلك الشهادة الجامعية في الآداب تخصص التاريخ، ثم الماجستير ثم الدكتوراه في التاريخ القديم.
وأكد أن هذا التنوع افاده كثيراً، وكان التتويج الأروع له هو تكليفه منذ عام مضى برئاسة تحرير مجلة “الليبي الثقافية” الشهرية، وهي حكاية نجاح مازالت مستمرة إلى الآن.
عند حديثه عن المجتمع الليبي أكد أن المجتمع الليبي مختلف بطبيعته عن الطبيعة المألوفة للمجتمع المدني، منذ عصر التحنو والليبو والمشواش وليبيا بلد قبلي، شريعته القبيلة، ونواميسه وقوانينه تتقيد بشروط العشيرة، لكنه مجتمع يسعى دائماً لكي يطور من نفسه، لكن الظروف السياسية ربما كانت تعرقل هذا الطموح وتحد منه.
البداية لم تكن إلا صاخبة
ويرى بودوارة أن الانقسام السياسي في ليبيا الآن مرهون بتطورات الأحداث، لكن الأمل كبير في أن يساهم المجتمع الدولي بنيةٍ صادقة في تفهم خطورة أن يفقد بلد مهم مثل ليبيا اتزانه السياسي، ويظل الأمل في الخيرين من أبناء ليبيا لكي ينتشلوا بلادهم ويمضوا بها نحو الأفضل بإذن الله.
ونوه أن الصحافة الليبية بصورة عامة هي كيان عريق له تاريخ طويل، ولكن يظل المشكل الأكبر متمثلاً في عدم الاستمرار، وفي توقف المشاريع الصحفية الليبية وفي اضطرارها في كل مرة إلى البدء من نقطة صفرٍ جديدة وهذه المشكلة حرمتنا من الاحتفاظ بمؤسسات صحفية وثقافية كان من الممكن أن تكون الأقدم والأعرق على مستوى الوطن العربي بأسره .
كما أشار إلى أن إصدارته حتى الآن هي كالآتي المؤلفات المنشورة: شجرة المطر / مجموعة قصصية منشورات الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع 1998، وآلهة الأعذار / مجموعة قصصية من منشورات دار البيان للنشر والتوزيع . بنغازي 2000، ويُحكى أن .. / مجموعة قصصية ضمن منشورات مجلس الثقافة العام. بنغازي 2001، والبحث عن السيدة ج / نصوص من منشورات مجلة المؤتمر بطرابلس 2003، ومنساد / رواية من منشورات مجلس الثقافة العام ببنغازي 2006. وميم / نصوص منشورات مجلس الثقافة العام بنغازي 2004. وموسوعة الجهل النسبي / مقالات عن السياسة والمجتمع… منشورات مجلة المستقل القاهرة 2015. وأساطير الزمن الرديء / قصص منشورات وزارة الثقافة والمجتمع المدني طرابلس، 2012، ودكتاتورية الوجع قراءات في الشعر الشعبي الليبي. الجزء الأول.
وأما الكتب قيد الإصدار والتي تأخر إصدارها نتيجة للوضع الراهن فهي: المرأة في إقليم قورينائية في العصرين الإغريقي والروماني. كتاب تاريخي، المدافن والطقوس الجنائزية في قورينا في العصرين الإغريقي والروماني. كتاب تاريخي، قبل الميلاد / رواية. الكائنات، رواية. أول عباس رواية تغريبة بني هلال ، فوضى النص أم نص الفوضى، دراسة. كتاب الحجر، نصوص. أساطير أم الجراد الأولى قصص. المواطن 7000 مجموعة قصصية خيال علمي.