
من أولِ رعشةٍ للوتر
وأنا أفتتُ الغناء
في أعشاش العصافير
أمام المساجد والبيوت العتيقة
بمدينتي:
بشارع الروضة *
شارع (الناقوس) الكنيسة العتيقة *
في المنوبية *
في شارع النوار *
تحت شجرة “الطابوني” *
بسانية جدي
في شارع الشط *
على ازقةِ العقايل *
وفوق ارصفة الدراويش
بسيدي بن جحا *
كنتُ طفلاً مريداً لها (ليلى) *
عارياً ارسمُ الحب
ببحةِ صوتِها
تعلمت أبجدية الغناء
على عتبةِ دارها
من اول الفرح حتى آخر البكاء !
اسندتُ ظهري للريح
قافيةً معبأة النبيذ
بلا أجنحة احلقُ في مداها
و أغني ..
ها أنا في آذار
أنثرُ فاكهة الفرح بقلبٍ عجوز
له أجمل ارتعاشةِ مجازٍ
باذخِ الحنين
بوجهٍ اعتاد على ملح الغناء
في آذار
تعلمت الرسم و الرقص و البكاء!
كزوربا *
مازلتُ طفلاً يركضُ حافياً
خلف المطر..
يجمع الفراشات
من رحمِ الربيع
ينامُ مبللاً بالضحك اللذيذ
على حصيرٍ قديم
في آخر ركنٍ من دارنا القبلية *
ثملاً أمام جرةٍ مكسورة
لجدتي (سالمة)
ينتظر
عيد ميلاده كزهرٍ يخبيء
دهشته بنكهة المطر
معبأ الاناشيد
ملتحفاً بالجنون لعيدٍ
وفرحٍ
لم يأتي بعد؟!
27 / مارس .. آذار / 2020
الخمس / ليبيا
(الطابوني) * نوع من الرُطب اللذيذ بسواني الخُمس القديمة.
شارع الروضة * و الناقوس * شارعان بالقرب من الكنيسة العتيقة * بمدينة الخُمس / المنوبية / شارع الشط / العقايل / سيدي بن جحا / جميعها شوارع مسكونة بالفرح و الحُب و الضوء و الغناء … بمدينة الخُمس القديمة *
(ليلى) * طفلة المطر و رابة المنوبية
(زوربا اليوناني) * رواية للكاتب نيكوس كازانتزاكيس