شعر

في آذار أنامُ مُبللاً بالضحك..

من أعمال التشكيلي محمد العارف عبيه
من أعمال التشكيلي محمد العارف عبيه

 
من أولِ رعشةٍ للوتر
وأنا أفتتُ الغناء
في أعشاش العصافير
 
أمام المساجد والبيوت العتيقة
بمدينتي:
بشارع الروضة *
شارع (الناقوس) الكنيسة العتيقة *
 
في المنوبية *
في شارع النوار *
تحت شجرة “الطابوني” *
  بسانية جدي
في شارع الشط *
 على ازقةِ العقايل *
وفوق ارصفة الدراويش
   بسيدي بن جحا *
 
كنتُ طفلاً مريداً لها (ليلى) *
عارياً ارسمُ الحب
ببحةِ صوتِها
 
تعلمت أبجدية الغناء
على عتبةِ دارها
من اول الفرح حتى  آخر البكاء  !
 
اسندتُ ظهري للريح
قافيةً معبأة النبيذ
 بلا أجنحة احلقُ في مداها
و  أغني  .. 
 
ها أنا في آذار
أنثرُ فاكهة الفرح بقلبٍ عجوز
له أجمل ارتعاشةِ مجازٍ
باذخِ الحنين
بوجهٍ اعتاد على ملح الغناء
 
في آذار
تعلمت الرسم و الرقص و البكاء!
كزوربا *
 
مازلتُ طفلاً يركضُ حافياً
خلف المطر..
 
يجمع الفراشات
من رحمِ الربيع
ينامُ مبللاً بالضحك اللذيذ
على حصيرٍ قديم
في آخر ركنٍ من دارنا القبلية *
ثملاً أمام جرةٍ مكسورة
لجدتي (سالمة)
 
 ينتظر
عيد ميلاده كزهرٍ يخبيء
دهشته بنكهة المطر
 
معبأ الاناشيد 
ملتحفاً بالجنون لعيدٍ
وفرحٍ
لم يأتي بعد؟!
 


27  /  مارس .. آذار  /  2020
الخمس  /  ليبيا

(الطابوني) * نوع من الرُطب اللذيذ بسواني الخُمس القديمة.
شارع الروضة * و الناقوس * شارعان بالقرب من الكنيسة العتيقة * بمدينة الخُمس / المنوبية / شارع الشط / العقايل / سيدي بن جحا / جميعها شوارع مسكونة بالفرح و الحُب و الضوء و الغناء  … بمدينة الخُمس القديمة  *
(ليلى) * طفلة المطر و رابة المنوبية
(زوربا اليوناني) * رواية للكاتب نيكوس كازانتزاكيس

مقالات ذات علاقة

ورأيتُ

فرج أبوشينة

هلمي يا أشجار وطني

المشرف العام

حديقةٌ أنت …

حسن أحمد إدريس

اترك تعليق