الزمن يذهب عميقا في القديم القديم المجهول قبل الميلاد بعدة مئات أو عدة آلاف من السنين، وما جرى فيه يحتاج لعقلية مركبة لتفهم منطق ما سنقرأ، يقول مؤرخ شهير أن ما وقع من أحداث في ذلك الزمان لم يكترث أحد بتسجيلها لأن قرارا بتحريم لغة الكتابة صدر عن حاكم لم يهتم أحد بتسجيل اسمه ولو على جذع شجرة، وليس لنا والحال هكذا إلا أن نعتمد على ما تواتر عبر العصور من قصص و حكايات تؤكد صحة وقائع ذاك الزمان، لكن من المهم هنا أن نحذر أصحاب القلوب الرقيقة أن يحترزوا قبل قراءة ما كتبنا هنا لأن البحث عن الأوهام يسبق البحث عن الحقيقة، والحقيقة لها وجوه عديدة.
وهكذا يمكن أن نبدأ بالقول أنه في ذلك الزمان الذي لم تخلق فيه الجهات الأربعة بعد جاء أقوام من جهة ما واستوطنوا غير بعيد من بلاد الهكسوس عندما كانت تجاور نهر النيل، ولم يعرف أحد لهم اسم أو منشأ، هل هم من سلالة رومانية أو إغريقية أم من شبه تلك الجزيرة التي ينتسب لها الذين يوصفون بالعرب، هكذا يحق لنا والحال هكذا أن نطلق عليهم أي اسم من وحي خيالنا، الغريب أن لا أحد يعرف كيف تناسلوا وكيف ازدادت أعدادهم، لكنهم بعد سنين صاروا الافا والآلاف صاروا ملايين كما لا يعرف أحد وسائلهم في الحياة وعاداتهم وتقاليدهم وهل عرفوا الرقص والموسيقى والغناء، يقول المؤرخ الشهير إن إلغاء لغة الكتابة حرم هؤلاء الأقوام من التاريخ وحرمهم من التواصل مع الآخرين القريبين منهم والبعيدين،،فالمعلومة الوحيدة المؤكدة عنهم أنهم كانوا يغتسلون بسائل أسود يتدفق دون جهد من تحت سطح الأرض كما يغتسلون بالماء الذي كان يخرج نوافيرا من الأرض، وهذا ما يجعل المؤرخ الشهير يعتقد أنهم كانوا يبادلونه مع أقوام أخرى بسلع ومواد غذائية متنوعة وأسلحة متنوعة ومن جماعات قريبة وبعيدة، هكذا تنوعت الأسلحة وصار في كل بيت سلاحا لكن قرار إلغاء لغة الكتابة لا زال ساريا ولم يهتم أحد بالسؤال عنه لذلك لم يعرف هؤلاء الأقوام لغة خاصة بهم وكانوا سعداء، هكذا خلت حياتهم من المدارس والجامعات والمكتبات وبكلمة واحدة اختفت الكتب والأقلام،،الغريب أنهم كانوا يوفدون أولادهم للدراسة بالخارج وهذا ما عجز مؤرخنا الشهير عن تفسيره وشرحه لنا لكنه يعول على تكذيب المعلومة المتعلقة بإلغاء لغة الكتابة، وهذا ما يسمح لنا بالقول أن التاريخ مجرد أكذوبة ، لكن واقع ما تبقى من هؤلاء الأقوام يؤكد صحة المعلومات الواردة عنهم، خاصة إذا اعتمدنا على الحفريات الحديثة والدراسات التي أجراها متخصصون في علوم الاجتماع والأنثروبولوجيا السياسية ،إذ لم يجدوا أي برهان يؤكد على وجود هؤلاء الأقوام، لكن يبقى سؤال حاسم: إلى من ينتمي اٌلأقوام الحاليون..؟ مؤرخنا الشهير قام بزيارة ما تبقى منهم وأكد أنهم لا ينتمون إلى جنس بشري يمكن التعرف على ملامحه من خلال الصور مقارنة بأوصاف أجناس أخرى، لكنه لا حظ وجود بقايا مبعثرة من سيارة فارهة كما التقطت عينه على البعد بقعا سوداء احتفظت رغم مرور العصور بلزوجتها بما يؤكد أنها لسائل أسود.
هي الحرب، هكذا تتضارب الأسئلة والشواهد، شاهد يثير سؤالا وسؤال يبحث عن شاهد، لكنه لا يثير استنكار الباحث عن الأسئلة خاصة وأن حياة الإنسان بدأت بالأسئلة وستنتهي بالأسئلة، لكن واقعها يصدمنا لأنها في حقيقتها لا تنتهي كما يفكر عقلنا الصغير، أما سؤال الأقوام الذين نحن بصدد فك غموض أخبارهم فسيبقى في منتوجه النهائي متخم بالأسئلة ضنين بالأجوبة، ويبقى السؤال الأول هو السؤال الأخير.