كرم الشبطي – فلسطين
أبلغوا حبيبتي
أبلغوها أنني جننت
أبلغوها أنني بت أسير وحدي
أبلغوها أنني أصمت من كثر القهر
أبلغوها أنني أواجه كل العيون
أبلغوها أنني عشقتها من صغري
أبلغوها أنني لم أحب يوما سواها
أبلغوها أنني صارعت من أجل الموت
أبلغوها أنني لم أكبر حتى يومي هذا
أبلغوها أنني الساكن في ذكرياتي أنا
أبلغوها أنني المشتاق والمتلهف لها
أبلغوها أنني أنزف من تاريخ غير مكتشف
أبلغوها أنني أعزف اللحن وأخط الكلمة بها
أبلغوها أنني المقيد بين جدران البرد أبحث
أبلغوها أنني المحروم منها ولا مكان لي غيرها
أبلغوها أنني كتلة نار لم تنطفئ وهي المحتلة
أبلغوها أنني روح واحدة ولا تفرق أبدا في سري
أبلغوها أنني أعيش لحظات الفرح والحزن إن لم تكن هي
أبلغوها أنني ما زلت أشعر ورغم بعد المسافات أقترب
أبلغوها أنني لم أبلغ يوما عن موعد سبق وتقدم وفاجئني
أبلغوها أنني أحلق في السماء وعبر عطرها أهتذي وأعود
أبلغوها أنني أشرب قهوتي في الصباح والمساء وهي الحضور
أبلغوها أنني أرقص يوما بعد يوم وأبتسم كلما هلت من فوق
أبلغوها أنني أرسمها من سنوات في بداية لم يعهدها الكون
أبلغوها أنني تمردت وأعلنت الفشل من قبل مليون مرة ومرة
أبلغوها أنني لو عشت عمر وقرن لن أترك ما آمنت به من النبض
أبلغوها أنني لم أكمل مشوار ما لم تكن معي الحياة تشرق لنا
أبلغوها أنني أنتظر الأخبار ولم أعد القادر علي صياغة القرار
أبلغوها أنني أسعي واجتهد من أجل رسالة تنبث بها الأجيال دون فراق
أبلغوها أنني لا أنام كما يفعل الناس ليلا ويصحوا مبكرين باحثين
أبلغوها أنني قلبت الموازيين من أجل الحلم واليقين ولا زلت أتنفس
أبلغوها أنني أحيا وأستمر باسم العاشقين والصادقين والضمير يحكم
أبلغوها أنني هنا وهناك في كل قرية ومدينة ومخيم يزرع الورد ويتأمل
أبلغوها أنني من باطن الأرض متجذر وأخرج كيفما أشاء وأشاهد الأكثر
أبلغوها أنني في النجوم والقمر وأصبر مع كل طلعة شمس أتفحص الأمر
أبلغوها أنني في حبري أرسل من دمي أتيقن لأجل التحرير تسعد الروح
أبلغوها أنني بلا مكان وبلا عنوان غير ما كتب من قديم الزمان سماح