تاريخ

هيكل وليبيا

رأى محمد حسنين هيكل ليبيا أول مرة عام 1943 وكان مندوبا لصحيفة إيجيبشن جازيت يغطي استعداد الحلفاء لدخول إيطاليا بعد هزيمة الفيلق الأفريقي بقيادة رومل. ولم ير من طرابلس شيئا لأن الحرب كانت تغطي كل شيء.

وعام 1962 كان أحمد بن بلّة في ليبيا يرفض دخول الجزائر يوم الاستقلال. وكان الخلاف على أشده بينه وبين الحكومة المؤقتة التي كان يتهمها بمحاولة عزل جيش التحرير، وضرب بن بلة موعدا لهيكل وقابله (في بنغازي كما كتب هيكل حينها. وسيخطئ بعد ست سنوات ويكتب أنه قابله في طرابلس) ولم يقض هيكل مع بن بلة سوى ساعات وغادر فجر تلك الليلة التي أمضياها كلها في الحديث .

في هذه الصورة يُرى محمد حسنين هيكل مع المقدم آدم الحواز

وبعد منتصف ليلة الثاني من سبتمبر 1969 كان هيكل أول زائر لليبيا بعد نجاح تنظيم الضباط في الاستيلاء على السلطة. وقضى في بنغازي ستا وثلاثين ساعة ثم عاد مسرعا إلى القاهرة لينقل الصورة إلى جمال عبد الناصر.

كان محمد يوسف كبير مصوري الأهرام قد رافق هيكل في رحلته تلك وعاد معه في الطائرة العسكرية ثم افترقا فاتجه هيكل إلى عبد الناصر واتجه يوسف إلى الأهرام لاستخراج الصور.

يقول هيكل إن عبد الناصر طلب أن يرى صور الضباط فأُتي بها فورا وارتدى عبد الناصر نظارته وجلس على مكتبه وقضى في تأملها وقتا طويلا.

في هذه الصورة يُرى هيكل مع المقدم آدم الحواز الذي عين حينئذ متحدثا رسميا باسم الضباط، وسيعين لاحقا وزيرا للدفاع ويخطط لانقلاب اكتشف أمره فقبض عليه وعلى من معه بعد نحو ثلاثة أشهر وحكم عليه بالإعدام.

وأعتقد أن طبيعة وفاته ومكان دفنه مازالا مجهولين حتى يومنا هذا.

وبعد ثلاثة أسابيع زار هيكل طرابلس زيارة سماها “صباح اليوم التالي” رصد فيها الظروف التي كانت تحيط بالنظام الناشئ والتحديات التي كانت تواجهه. ولا يخفى ما كان لهذا من أهمية لمصر التي احتضنت النظام الجديد وكانت حريصة على أن لا يتزعزع وهو في بدايته.

بعيد انقلاب الحواز عاد هيكل إلى ليبيا. وكان هذه المرة مع عبد الناصر والقذافي عائدين من مؤتمر قمة الرباط، وكانت تلك أول زيارة يقوم بها عبد الناصر إلى ليبيا واستقبل استقبالا كبيرا في طرابلس وبنغازي .

عام 2010 زار هيكل ليبيا للمرة الأخيرة في حياته، وقضى ساعات مع القذافي في باب العزيزية. وقد خصصت له طائرة خاصة في الذهاب والإياب فغادر مصر في الصباح وبات ليلته فيها .

في ذلك اللقاء الأخير لام القذافي هيكل – ولم يكونا قد التقيا منذ عام 1999 – لامه على أنه قال إن آدم الحواز كان عضو مجلس قيادة الثورة وهو لم يكن كذلك.

وسوف يعلق هيكل وهو يروي القصة لاحقا بقوله متهكما : يظهر إنو شالوا بعدين .

والحقيقة هي أن الحواز لم يكن عضوا في التنظيم ، وقد كتب القذافي – قبل انقلاب الحواز – حلقات في الصحافة تحت عنوان قصة الثورة قال فيها إنهم ترددوا في ضمه للتنظيم رغم إعجابهم به وذكر أنهم زاروه في المستشفى في أواخر العهد الملكي فوجدوه يترجم كتابا في تقنية الاتصالات عن الإنجليزية وهو مضطجع في سرير المرض .

أما أسماء أعضاء المجلس فلم يعلن عنها إلا في يناير عام 1970 وكان الحواز حينذاك معتقلا .

مقالات ذات علاقة

سباق الجائزة الكبري طرابلس ما بين 1925 – 1940

المشرف العام

الإبادة الجماعية في ليبيا (1 ــ2)

المشرف العام

الأمازونات.. نساء أسطوريات حكمن ليبيا

لينا العماري

اترك تعليق