عام 1877 نشر ليوين بورينغ الابن الثاني لحاكم هونغ كونغ البريطاني السير جون بورينغ (الظاهر في الصورة) كتاباً ضخما جمع فيه مدونات متفرقة لأبيه عن شخصيات عرفها.


كان من بين تلك الشخصيات حسونة الدغيّس الطرابلسي الدبلوماسي والسياسي ووزير خارجية يوسف باشا القرمانلي وأول صحفي ليبي في التاريخ.
وكان مما وصف به بورينغ الدغيّس أنه كان تحرريا طيب القلب متعلما نافد الصبر فيما يتعلق بصلاح وطنه.
وكان من أخطر الملاحظات التي سجلتها أوراق بورينغ عن الدغيّس أنه كان يشكو من الإجحاف الذي نال طرابلس بنشر مراسلات الآنسة توللي (صدرت لأول مرة عام 1816 واشتهرت في العربية بعنوان معربها عمر الديراوي أبو حجلة : عشر سنوات في بلاط طرابلس).
وهذا الرأي يتسق مع ما جاء في الرسالة المفتوحة التي خاطب بها الدغيس عام 1822 الجمعيةَ الأفريقية بلندن في شخص السير جيمس سكارليت حول مسألة إبطال تجارة العبيد، حيث دعاهم قرب نهايتها إلى تمييز المغالاة من الحقيقة فيما يكتبه الرحالة عن أفريقيا شاكيا من تهويل كل ما هو بشع فيها.
يذكر بورينغ كذلك أن الدغيس كان يقرأ للمشرع السويسري إمير دو فاتيل صاحب كتاب قانون الأمم (هناك شواهد على أن الدغيس نقله إلى العربية رغم عدم وجود هذه الترجمة بين أيدينا اليوم).


كما وجد ملاحظات للدغيس بالعربية في
صفحات كتاب مترجم إلى الفرنسية للمشرع والفيلسوف البريطاني جيرمي بنثام (غالبا هو
كتاب ترجم إلى العربية بعنوان : مقدمة في مباديء الأخلاق والتشريع).
وكان من تلك الملاحظات خواطر للدغيس
عن إصلاح الحكم في طرابلس – دون استفزاز للحلف المقدس – وجعله أكثر تحررا وحمل
الحاكم على قبول هذا الإصلاح.
جدير بالذكر أن بنثام يعد أبا روحيا لبورينغ والدغيس كليهما. وللدغيس مع بنثام قصة أخرى طويلة ليس هذا مقام تفصيلها.