من أعمال التشكيلي رضوان أبوشويشة
قصة

الغروب

فتحية الحمد

.

انتحل غريب شخصية صقر ، ونزل ضيفاً على جماعة الصقور .. عند الغروب انقض عليها فقتل من قتل ، وشرد من شرد .. ومن بقي أخده أسير ، وزج به في قفص حديدي كبير ..

أصدر فرماناً .. نصب نفسه عيها صقراً زعيم بعد أن غير الأسماء والمسميات .. وطمس في عالمها كل شيء جميل !

وجه حديثه إلى الصقور الأسيرة قائلاً : بشراك أيتها العصافير فقد جعلت من كل عصفور منكِ أمير .. تحسده الطيور التي في السماء تطير ، وبنيت لكِ قفصاً كبيراً تنفد إليكِ من خلف قضبانه شمسي المحرقة نهاراً ، وفي اليل أُطِلُ عليكِ قمراً منير ..

أيتها العصافير لم يهنأ لي عيش حتى أتيتكِ ببعض طعام ، وقليل من ماء نمير ، ووضعته لكِ في القفص حتى لا يتعبكِ البحث الطويل .. فغني وارقصي واشكريني على خيري الجزيل ..

وختاماً أُحدركِ أيتها العصافير .. إياكِ ثم إياكِ أن يفكر عصفور منكِ يوماً أن يطير ، فإن حسابه سيكون عسير .. سيكون مصيره إما تحت التراب قتيل ، وإما تحت الأرض سجين ..هنااااك في ( بو سليم ) .. حيث الظلم ظلمات .. حيث الألم الكبير .. حيث ينقضي العمر حزناً .. حيث تئن القلوب فتعلو الزفرات .. لتحرق عن بُعد في بنغازي قلوب المحبين .

أنهى كلامه الصقر الزعيم .. لكن الزفرات لم تنتهِ .. تتابعت .. وشيئاً فشياً تولدت منها شرارة الغضب الكبير .. لم يصدق الزعيم .. أزبد وأرعد ثم سألهم متناسياً ليلية الغروب الطويل : من أنتم ؟

أجابوه بلسان حالهم : نحن الصقور التي أخدت من طبيعة أرضها الشيء الكثير ؛ قسوة الصحراء .. عبق الطيب .. وهواء البحر العليل .. نحن كما ليبيا جميل اسمنا .. جميل رسمنا ..

فلا تعبث مع الصقور ..

مقالات ذات علاقة

تلك المنّظومة في تساؤلها

البانوسي بن عثمان

فوارق

أحمد يوسف عقيلة

تمرد آزار

سعد الأريل

اترك تعليق