هذه لمحة سريعة خاطفة، سوف أعرضها هنا (كيفما اتفق) وكل ما سنحت الفرصة بذلك، معتمداً بشكل أساسي على محرك بحث (القوقل) وما يجود به من معلومات عن بلادنا ليبيا في سنوات مضت.
…شهدت عشرينيات القرن الماضي، قيادة جرسياني للقوات الايطالية التي كان هدفها اخضاع المجاهدين الليبين، وانشاء معسكرات الاعتقال الجماعية، وما رافقها من فقر وجوع ومرض وتشريد وسجون ونفي خارج البلاد.
من أشهر الأحداث الليبية، على الصعيد السياسي خلال عقد العشرينات من القرن المنصرم، توقيع اتفاقية الرجمة في يوم 25-أكتوبر-1920م، والرجمة قرية صغيرة تبعد عن مدينة بنغازي بحوالي 25 كيلو متر. رتب لهذه الاتفاقية عمر منصور الكيخيا،والايطالي ايرنستو كويرولو، لتنتهي بتوقيع اتفاق مهم بين ادريس السنوسي وحاكم برقة في ذلك الوقت الايطالي دي مارينتو. وبموجب هذه الاتفاقية اعترفت ايطاليا بالسيد ادريس ليكون أميرا لإمارة وراثية، مع تحديد المناطق المستقلة التي تحت إدارته وهي (الجغبوب و أوجلة و جالو و الكفرة) ,كما وافقت على حقه في الاقامة في اجدابيا ليكون مقر حكومته، ونصت اتفاقية الرجمة في عشرين مادة عن حقوق الامير الليبي وواجباته تجاه الحكومة الايطالية، كما تعهدت الحكومة الايطالية بدفع مرتبات الموظفين والضباط والجنود وزعماء العشائر والعائلة السنوسية، في هذه الامارة.
في عام 1920م، هاجم أهالي مدينة غريان على قصر الحكومة الايطالية في تغسات، وأسروا سبعين جنديا ايطاليا، وهجموا على عمال البريد في القواسم وقطعوا الاتصالات بين غريان والعزيزية. ليعود الجيش الايطالي بجيش جرار ويتقدم من أربعة محاور ليحتل المدينة مرة تانية في يوم 17 نوفمبر عام 1922م.
في نوفمبر 1920م أنعقد مؤتمر غريان الذي ضم قبائل المنطقة الغربية عدا مكون الامازيغ وورفلة، انتخب المجتمعون عشرين عضوا من بينهم: بشير السعداوي، وأحمد بيك المريض ليكون رئيسا للمؤتمر، وعبد الرحمن عزام مستشاراً له. أهم نتائج هذا المؤتمر تشكيل حكومة وطنية. وفي نفس العام شهد ظهور دستور الجمهورية الطرابلسية. وبعدها بسنوات في عام 1929م أسس البشير السعداوي جمعية الدفاع الطرابلسي البرقاوي بالشام.
في عام 1922 م أصدرت حكومة إيطاليا قانوناً يمنع تصدير السكر والقهوة والشاي والدخان والأقمشة من المدن الساحلية الليبية، إلى المناطق والقرى الداخلية في ليبيا بسبب وجود المقاتلين الليبيين ضد الايطاليين.
في عام 1924م أسس الايطاليون أول شركة لصيد أسماك التونة في بنغازي، وبعدها تأسس مصنع تعليب الاسماك في جليانة. وفي عام 1927م أفتتح العسكر الإيطالي في بنغازي أكبر مصنع لصناعة الاحذية والمداسات للجنود الايطاليين، وفي عام 1929م افتتحت الحكومة الايطالية مصنع خوزام للنسيج في بنغازي ايضا، وكان يشتغل به 100 عامل ايطالي.
في اليوم السادس من شهر ديسمبر عام 1925م وقعت بريطانيا وإيطاليا ومصر معاهدة الجغبوب لترسيم الحدود بين مصر وليبيا، ونصت المعاهدة على ضم واحة الجغبوب المتنازع عليها إلى ليبيا.
في الثالث من شهر يوليو عام 1921م قامت الحكومة الايطالية بإنشاء مصلحة للتسجيل العقاري، وأصدرت قانون النظام العقاري رقم 1207والذي بموجبه تم تنظيم حق الملكية في ليبيا بطريقة قانونية، عبر تسجيل كافة الأملاك العامة أو الخاصة. وتعتبر هذه الفترة نقطة تحول تاريخي في ليبيا، رغم أن التشريعات كانت تخدم مصلحة المستعمر.
في عشرينيات القرن العشرين كانت لليبيا صحافة معتبرة سبقت جيرانها، كانت هناك صحيفة (الوطن) التي أسسها الليبي عوض أبي نخيلة 1920م. وصحيفة (الوقت) لمحسن ظافر المدني أيضا اسسها في عام 1920م، وفي نفس العام تأسست جريدة (الإصلاح) لمختار الشامي الفاروقي، فيما أصدر المناضل البشير السعداوي العدد الاول لجريدته (البلاغ) في عام 1921م، وفي نفس العام أصدر عثمان بن موسى صحيفة (الذكرى) وبعدها أصدر عبدالله الحاد عريبي صحيفة (العدل) لعبد فيما صدرت صحيفة (بريد برقة) لمحمد طه المحيشي في عام 1921م.
في عام 1920م أسس الاخوين أحمد وعلى الفقيه حسن النادي الادبي في طرابلس والذي اعتبر أول مشروع ليبي اجتماعي ثقافي مدني. انبثق عن هذا المشروع تأسيس مكتبة ومدرسة ليلية، كانت ادارة المكتبة تجلب الصحف والمجلات العربية الهادفة.
في منتصف شهر ديسمبر عام 1921م اعتقلت السلطات الإيطالية الصحفي الليبي المناضل عتمان القيزاني، بسبب مواقفه الوطنية ضد المستعمر الايطالي، وبقي رهن الاعتقال حتى أفرج عنه في مارس عام 1922م.