في مثل هذا اليوم… رحل العصامي الاستاذ محمد بن مسعود فشيكة
في مثل هذا اليوم منذ 29 سنة رحل عنا رجل تعليم عصامي ولد بمدينة مصراتة بقرية الشواهدة سنة 1904. حفظ القرآن على يد الفقيه الحاج محمد بن زعبية، ثم انتقل إلى كتَّاب الشيخ مصطفى التريكي بجامع سيدي التواتي. تحصل على تعليمه الابتدائي في مدرسة مصراتة الابتدائية. إنه محمد بن مسعود فشيكة.
أُُرسل إلى تركيا في بعثة دراسية، وفى سنة 1914 نُقل إلى دمشق. في سنة 1918 التحق بدورة فنية على الاتصالات الهاتفية والبرق، واجتازها فأرسل ضمن بعثة فنية إلى شرق الأردن. عُين بوزارة الأركان. ولكن رغبته في العلم أخذته إلى مصر، فنال شهادة أهلته للتدريس سنة 1926، ثم من (رواق المغاربة) انتسب إلى الأزهر ونال شهادة ثانوية الأزهر في المناهج الإسلامية والعربية والعلوم الحديثة.
انتسب رسميا إلى دار العلوم العليا الحكومية وتخرج فيها سنة 1935 بتفوق أشادت به جريدتي (البلاغ) الوفدية، و«الأهرام» في عددهما يوم 19 أكتوبر 1935، ونشرت صورته باعتباره أول ليبي يحرز هذه الشهادة المهمة.
في سنة 1936 عاد إلى ليبيا فعين أستاذاً في المدرسة الإسلامية العليا. ثم عين سنة 1944 مديراً لمدارس مصراتة (زمن الإدارة البريطانية).
سنة 1946 عين مديراً لمدرسة طرابلس وقائماً بأعمالها ومدرساً فيها، وهي أول مدرسة افتتحت بعد الحرب العالمية الثانية. فأسهم مع زملائه الأساتذة الليبيين مثل مظفر حسنين، فوزي الأمير وعمر الباروني وفؤاد مصطفى الكعبازي ومحمود فرحات والشيخ الهادي عرفة وغيرهم في تأسيس التعليم وتخريج الأجيال التي كان لها دور في بناء دولة ليبيا الحديثة.
عين مفتشاً عاماً للمواد الاجتماعية سنة 1952 ثم عين مديراً للتعليم الحر في ليبيا، وكلف بإدارة المديرية العامة لمحو الأمية، وقد ترأس وفد ليبيا في المؤتمر الدولي لمحو الأمية الذي عقدته منظمة اليونيسكو بالإسكندرية سنة 1965م.
حصل على الترقية إلى درجة وكيل مساعد بوزارة المعارف، وقد مثّل ليبيا في اللجنة الثقافية بجامعة الدول العربية. انتدب بصفة استثنائية ليمثل ليبيا في الموسم الثالث للكتاب العربي في الرباط بالمملكة المغربية سنة 1965. ألف كتباً في التاريخ والتربية الوطنية. رحل عنا يوم 27/11/ 1990.