علّمينِي كيفَ يُصغِي اللّيلُ والصَّمْتُ غِنَاؤُه
أَنَا يَا لَيْلِي انطِفَاءٌ يُشْبِهُ الظّلَ انطِفَاؤُهْ
يُشبِهُ الصّمتَ الّذِي غنَّيتِ فاندَاحَتْ سَمَاؤُهْ
حِينَ يَغْفُو النَّايُ ضُمِّينِي لِيُخْفِينِي اخْتِفَاؤُه
***
في زَوَايَا الصَّمْتِ حتْمًا يُبْدِعُ اللّيلُ غناءَ
ترْقُصُ النّجْمَاتُ فِيمَا لا تُرِيهِ ما تَرَاءَى
كُلَّ إغْفاءَةِ قلبٍ أخبرِيهِ من أَساءَ
ضمّدِي جُرْحَ الغُيُومِ الذّارِفاتِ الحُزنَ مَاءَ
***
كَيْفَ تُحْصِينَ الخَيَالاتِ الَّتِي كَانَتْ شُجُونِي
غَلَّفَتْهَا بِدْعَةُ الإِحساسِ في لَيْلٍ حَنُونِ
كَمْ تُرَى أَغفُو وحِيدًا كُلَّ حُلْمٍ اِسأَلِينِي
أدَّعِي أَنِّي غَرِيبٌ بينَ أحلامِي بِدُونِي
***
قَلَّمَا تَمشِي ظِلاَلٌ في طَرِيقٍ وحدَهَا
والخُطَى تُخْفِي جِهاتٍ كَمْ أرَدْنَا قَصْدَها
ضَيَّعَ المَوْتَى حكَايَاتٍ مَلَلْنَا سَرْدَهَا
لَيْتَها الحَرْبُ تُرِينَا كَيفَ نَحْيَا بَعْدَها
***
يا خَيالاتِ الحيارَى السّائِرِينَ إِلى الضّياعِ
كيفَ أَهدِينِي سبيلاً مِثلَكُمْ دُونَ ودَاعِ
يا مُرُوجَ الصَّمْتِ هل تَسقِيكِ آهَاتُ الجِياعِ
حبَّذَا لو تنبُتُ الأحلاَمُ في شتَّى البِقَاعِ
***
أنا يَا حُلْمِي كَأحلامِي فَكُونِي مِثلَ ليلِي
لا تُبَعْثِركِ النّهَايَاتُ الّتي أعْيَتْكِ قبْلِي
مثلَمَا الظّلُّ ملاذٌ في المَتَاهَاتِ اسْتَظِلِّي
مثلَمَا البَدْرُ اكْتِمَالٌ للْبِدَايَاتِ أَهِلِّي.
المنشور السابق
المنشور التالي
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك