تترقب مدينة أوجلة انطلاق مهرجانها الثقافي والسياحي السنوي بعد غد السبت، الذي يعود إلى النور بعد انقطاع دام توقف سنوات بفعل الأحداث التي مرت على المنطقة الشرقية في العام 2014.
ويراهن المنظمون على أن تكون عودة المهرجان في نسخته الخامسة على نحو يليق بالمكانة التاريخية للمدينة، لا سيما أن المهرجان يحظى بإمكانات تؤهله للظهور بشكل مميز.
وتعتبر مدينة أوجلة (جنوب شرق البلاد) من أقدم المدن الليبية التي حافظت على معالمها التاريخية، وثقافتها القديمة، إذ يقول الباحث التاريخي سليمان اعتيبي إن «أبو التاريخ هيرودوت زارها في سنة 400 ق.م، وكان اسمها أوجيلا».
وينطلق مهرجان «أوجلة الثقافي والسياحي» تحت شعار «ثقافة الأجيال وملتقى السلام» برعاية المجلس التسييري لبلدية أوجلة ويستمر لمدة ثلاثة أيام، وتشهد الانطلاقة العديد من العروض والأنشطة، لتتوالي باقي الأنشطة خلال يومي الأحد والإثنين بالفترتين الصباحية والمسائية.
ويطمح المهرجان إلى تسليط الضوء على الأهمية التاريخية، والتراث الشعبي الأصيل وتشجيع البرنامج السياحي في أوجلة، وفق رئيس اللجنة التنظيمية وعميد المجلس التسييري لبلدية أوجلة السنوسي الفضيل.
واستبقت اللجنة المنظمة بدء فعاليات المهرجان بتشكيل لجان فرعية، مثل لجنة تحديد المواقع التي يقام بها المهرجان، ولجنة المدينة القديمة، ولجنة المزرعة التراثية، واللجنة الثقافية التي تقيم معارض ثقافية تراثية بإحدى المدارس، ولجان الإعاشة والإقامة والتنظيم والإعلام وغيرها. وفي سياق الجهد نفسه، وجهت اللجنة العليا المنظمة المهرجان دعوات إلى كل الفئات الثقافية بالدولة، والهيئات، والمنظمات، والشعراء، والفرق الفنية المهتمة بالتاريخ والثقافة، حسب الفضيل.
ووسط الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد، جاء اختيار «ثقافة الأجيال وملتقى السلام» شعارا للمهرجان من قبل المنظمين، ويقول عضو اللجنة الثقافية، السنوسي بن خاشن: «الأجيال هي خليط بين الشباب والكبار والصغار وكبار السن، هناك تفاعل ثقافي سوف يجمع كل هذه الفئات خصوصا الزوار والسياح القادمين من الخارج، ومن جهة أخرى ملتقى للسلام والتحابب للم شمل الليبيين ونشر السلام بينهم من خلال التراث والثقافة».
ومن المنتظر أن تحتضن ثلاثة مواقع أنشطة المهرجان، أولاها المدينة القديمة بأوجلة التي تحتضن معارض للتمور والأكلات والأزياء الشعبية، علاوة على إقامة أنشطة تاريخية في معالمها التاريخية وأزقتها القديمة.
أما المزرعة التاريخية، وحسب بن خاشن، فمن المقرر أن تستضيف معارض لوحات، وعروضا تراثية للعرس الأوجلي القديم، ومناشط للفروسية وأجنحة لعدد من الشركات والمنظمات والأشخاص المشاركين من داخل وخارج المدينة لبيع وتسويق منتجاتهم.
ويحظى النشاط الثقافي باهتمام خاص في المهرجان، إذ يستضيف معرضا للصور والرسم، ومخطوطات وأشعارا وندوات ثقافية، كما من المقرر أن تنظم ندوات خلال اليومين الثاني والثالث من المهرجان تستعرض ورقات عمل بحثية كندوة مقابر الدرب الكبير التي يلقيها الأستاذ فؤاد بن طاهر، وورقة عمل للأستاذ علي أحمد سالم عنوانها فن الإلقاء.
ويقول رئيس اللجنة الثقافية بالمهرجان، السيد سعد علي بشاشة: «يتخلل فقرات برنامج اليوم الأول الشعر والأدب ومشاهد مسرحية، وتنظم معارض صور نادرة لمواقع وأشخاص وأنشطة جرى التقاطها في ستينات القرن الماضي، كذلك معرض للأشغال اليدوية ومعرض رسم يشارك فيه مجموعة من الرسامين المبدعين».
ويسعى المهرجان إلى علاج التجاهل الذي عانته أنشطة وفعاليات الأطفال خلال المهرجانات السابقة، ويقول بشاشة: «سيكون للأطفال نشاطات تحت بند الأم والطفل، بينما تشارك فئة ذوي الاحتياجات الخاصة من الأطفال في برامج خاصة».
المنشور السابق
المنشور التالي
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك