الواقعية الرقمية/النظرية الخاصة (في المحتوى والمضمون)
محمد سناجلة – الأردن
1- نحن نعيش حاليا ومرحليا في عصر وسيط ومتحول بين الإنسان الواقعي (القديم) الذي يعيش في المجتمع الواقعي المعتاد (الآيل للأفول) وبين الإنسان الافتراضي الذي يعيش في المجتمع الرقمي، والذي هو مستقبل البشرية شاءت أم أبت.
2- هذا العيش بين المقامين المتصل والمنفصل يفرض إشكاليات كثيرة ومتعددة على هذا الإنسان المتحول، فلا هو إنسان متصل بشكل دائم، ولا هو بالإنسان المنفصل بشكل دائم أيضا، هو بين بين، أي هو كائن هجين من العالمين.
3- وهذا المتصل المنفصل معا بحاجة لكتابة توثقه وترصد تحولاته ومشاعره وانفعالاته ولحظة التحول التاريخية بين كينونته الواقعية إلى كينونته الافتراضية الجديدة. الواقعية الرقمية بنظريتها الخاصة ترصد هذه اللحظات التاريخية والمرحلية التي يعيشها الإنسان الوسيط (المتحول).”شات” نموذجا.
4- لقد قلت سابقا في كتاب “رواية الواقعية الرقمية” إن العصر الرقمي أنتج مجتمعا جديدا هو المجتمع الرقمي، وإنسانا جديدا هو الإنسان الرقمي الافتراضي الذي يعيش ضمن المجتمع الرقمي، وهذا الإنسان الجديد يقرأ ويكتب ويبيع ويشتري ويتعلم ويتاجر ويحارب ويحب ويكره ويمارس الجنس ضمن المجتمع الرقمي الذي يعيش فيه، وعليه فهذا الإنسان بحاجة لكتابة جديدة مختلفة تعبر عنه وعن مجتمعة المختلف وهذه الكتابة هي الواقعية الرقمية في رؤيتها الخاصة.
5- وعليه يمكن تعريف الواقعية الرقمية في نظريتها الخاصة بأنها تلك الكتابة التي تعبر عن العصر الرقمي والمجتمع الذي أنتجه هذا العصر، وإنسان هذا العصر، الإنسان الرقمي الافتراضي الذي يعيش ضمن المجتمع الرقمي الافتراضي، وهي أيضا تلك الكتابة التي تعبر عن التحولات التي ترافق الإنسان بانتقاله من كينونته الأولى كإنسان واقعي إلى كينونته الجديد كإنسان رقمي افتراضي.
6- بناء على ما سبق فيمكن تعريف نظرية الواقعية الرقمية بشقيها العام والخاص بأنها: تلك الكتابة التي تستخدم الأشكال الجديدة (اللغة الجديدة) التي أنتجها العصر الرقمي، وبالذات تقنية النص المترابط (الهايبرتكست) ومؤثرات المالتي ميديا المختلفة من صورة وصوت وحركة وفن الجرافيك والأنيميشنز المختلفة، وتدخلها ضمن بنية الفعل الكتابي الابداعي، لتعبر عن العصر الرقمي والمجتمع الذي أنتجه هذا العصر، وإنسان هذا العصر، الإنسان الرقمي الافتراضي الذي يعيش ضمن المجتمع الرقمي الافتراضي وهي أيضا تلك الكتابة التي تعبر عن التحولات التي ترافق الإنسان بانتقاله من كينونته الأولى كإنسان واقعي إلى كينونته الجديد كإنسان رقمي افتراضي.
واخيرا أقول: لنفتح قلوبنا وعقولنا لجنس إبداعي جديد يهضم الرواية والقصة والشعر والمسرح والسيناريو والسينما ووسائل التقنية المختلفة لينتج إبداعا جديدا مختلفا عن كل ما سبق، ومتسقا مع روح العصر الرقمي والإنسان الافتراضي الجديد الذي يعيش في مجتمع المستقبل، المجتمع الرقمي العابر للمكان، هناك حيث المسافة خرافة ونهاية تؤول للصفر ولا تساويه، وهناك حيث الزمن ثابت يساوي واحد مهما اختلفت الأزمان داخل الزمن الواحد وتعددت.